•عندما وصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن منذ أيام، سارع إلى إعلان أن السلام فى منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى ثلاثة أطراف: إسرائيل والفلسطينيون والولاياتالمتحدة. لكنه فى الوقت عينه أكد أن إسرائيل والولاياتالمتحدة تقومان بتقديم ما يلزم، فى حين أن الفلسطينيين ما زالوا ممتنعين عن تقديم ما يلزم. •وتزامن إعلان نتنياهو مع قيام المكتب المركزى للإحصاء فى إسرائيل أمس بنشر معطيات جديدة حول البناء فى مستوطنات يهودا والسامرة الضفة الغربية، تبيّن منها أن أعمال البناء الجديدة فى أراضى الدولة الفلسطينية التى ستُقام، ازدادت خلال السنة الماضية 123 %. وما دامت الحال على هذا المنوال، يمكن أن نفهم لماذا لا يقوم الفلسطينيون، وفى مقدمتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتقديم ما يلزم لدفع المفاوضات قدما. كما يمكن أن نفهم التصريحات التى أدلى بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى وكالة أنباء «بلومبرج» واتسمت بنبرة تشاؤمية. •وبالنسبة إلى تصريحات أوباما فى مستهل الاجتماع مع نتنياهو، فيمكن القول إنها تعكس قلق الرئيس الأمريكى من احتمال نفاد فرصة تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس حل الدولتين. وبالوسع أن نفترض أن أوباما حاول خلال الاجتماع المغلق مع نتنياهو أن يحصل من هذا الأخير على تعهد بتقديم مزيد من مبادرات حُسن النية للفلسطينيين، وفى مقدمتها تجميد أعمال البناء خارج الكتل الاستيطانية الكبرى فى المناطق المحتلة وإطلاق مزيد من الأسرى الفلسطينيين. •إن الاستنتاج الذى يمكن الوصول إليه من ذلك، هو أن رئيس الولاياتالمتحدة أصبح أكثر ميلا لتبنى الموقف الفلسطينى. ولعل الأمر الأكيد أن أوباما بات يرى أن الجانب الفلسطينى هو الضعيف وأن الجانب الإسرائيلى هو القوى الذى يتجاهل مبادئ أساسية لحقوق الإنسان. •ولا شك فى أن مجرّد ذلك يلزم رئيس الحكومة الإسرائيلية بأن يفكر بالحاجة إلى التوصل سريعا إلى تفاهمات مع الفلسطينيين.