«إشارة الصليب على يد المصرى فى ليبيا كافية لقتله».. بهذه المقولة استهل شقيق المواطن المصرى، سلامة فوزى طوبيا، الذى استهدفته المليشيات المسلحة هناك، حديثه مع «الشروق» مناشدا بسرعة تدخل الدولة لمنع «الاضطهاد العلنى للمصريين فى ليبيا بقتلهم». سلامة، 22 عاما، بائع خضراوات من قرية الاتلات، التابعة لقرية شوشة، مركز سمالوط شمال محافظة المنيا، خرج منذ 5 سنوات ليعمل مع أشقائه فى ليبيا، أصيب بطلق نارى فى رأسه، أمس، بجانب 12 قتيلا آخرين من أبناء المحافظة. «الشروق» تواصل بحث هذا الملف، وسط أحزان مركز سمالوط الذى انتفض فور انتشار خبر إصابة، المواطن سلامة فوزى، خصوصا أن معظم أبناء المنيا يعملون فى بنغازى وطرابلس. زين فكرى، ناشط قبطى بسمالوط، قال إنه تلقى اتصالا من أسرة سلامة فوزى طوبيا، يؤكدون فيه إصابة نجلهم وتهديد أشقائه بالقتل لأن ديانتهم المسيحية، وتابع: «الأقباط فى ليبيا أصبحوا هدفا للمتطرفين». وأضاف: «معظم رجال سمالوط يذهبون للعمل فى ليبيا، وسلامة لم يكن الأول من أسرته بل كان ثالث أشقائه الذين سافروا قبله بسنوات، وبمجرد وصوله إلى ليبيا عمل مع أشقائه وكافحوا حتى اشتروا محلا لبيع الخضراوات»، لافتا إلى أن أهل منطقة «المأجورى» ببنغازى يعرفونهم جيدا ويحبونهم لأمانتهم وحسن معاملتهم». وقال الناشط القبطى: «لا بد من تدخل الدولة بشكل سريع، ولا ندع الأمر للفوضى، متسائلا: «لماذا لا يقتل رعايا دول أخرى». وبصوت حزين يقول كرم فوزى طوبيا، شقيق سلامه، 27 سنة: «شقيقى تعرض لهجوم مسلح بهدف قتله، حيث قام مسلحون ليبيون يستقلون سيارة لانسر، ووقفوا أمام محل الخضراوات الخاص بأشقائى الثلاثة سلامة وموسى وميلاد وتشاجر أحدهم مع سلامة بدون سبب محدد، ثم أشهر عليه المسدس وأطلق عليه النار بشكل عشوائى.. لا نعرف مصيره حيا أو ميتا حتى الآن». ووجه شقيق المجنى عليه أصابع الاتهام والتقصير إلى القنصلية المصرية فى ليبيا، وقال: «لا تعرف للمصريين سبيلا هناك، ومع علمها بأن هناك تعمد من بلطجية يقومون بالاستيلاء على أموال وممتلكات المصريين»، مؤكدا أنهم «تقدموا بعدة شكاوى لها دون فائدة، لأنها لا تعرف المصريين إلا من خلال أوراق التهجير القسرى وكشوف الترحيلات». وأضاف: «أكثر من 45 قبطيا لجأوا إليها الأسبوع الماضى وقبل حادث أبناء سوهاج، مؤكدين لها أنهم مرصودون ومعرضون للاغتيال إلا أنها لم تحرك ساكنا أو حتى تخاطب الرئاسة المصرية بذلك حتى كانت فاجعة السبعة السوهاجيين ثم حادث شقيقى. وناشد شقيق المجنى عليه رئاسة الجمهورية، ووزارة الخارجية بالتدخل الفورى لحماية المصريين فى ليبيا، وقال: إن المسيحيين فى ليبيا يتعرضون لاضطهاد علنى وغير مسبوق»، وتابع: «ظهور إشارة الصليب على أيد المصرى قد تتسبب فى مقتله، بجانب أنهم يجبرون على مغادرة البلاد». وقال إن المواطن المصرى بدولة ليبيا أصبح ليس له أى قيمة أو كرامة»، مشيرا إلى أن ابن عمه ويدعى عماد مجدى، اختفى قبل عام ونصف العام هناك أثناء العمل ولم يتم العثور عليه حتى الآن، ولا يعرف أحد من أسرته مصيره، مستطردا: «إذا كان هذا حالنا مع دولة مشتركة معنا فى الجوار، ولنا هناك أبناء عمومة فما حالنا مع دول أخرى لنا معها مواقف.. فلا بد من وقفة مع هذه المليشيات المسلحة».