اختتم المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، أعماله في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية، اليوم الاثنين، بمطالبة الحكومات المختلفة بنظرة جديدة في التعامل مع وسائل الاتصال ورجال الإعلام قوامها الحوار المتبادل ورفع درجة الثقة مع الجمهور في التعامل مع التحديات الكبرى التي تشهدها المنطقة. وأمام المشاركين في المنتدى الذي حمل شعار"أدوار مختلفة .. رؤية واحدة" اعترفت الإعلامية منى الشاذلي، أنها حصلت على درجة منخفضة التقدير وهي طالبة تدرس الإعلام، عن تعطل مترو الأنفاق في محطة ميدان التحرير، لعدم تمكنها في أول موضوعاتها الصحفية، بسب رفض المسئولين منحها إجابات واضحة عن أسباب هذا "العطل الفني"، ضاربة مثلا لطبيعة العلاقة بين الإعلامي والمسئول في منطقتنا، وربما في مناطق أخرى من العالم حيث الشك المتبادل بين طرفي تلك العلاقة. الشاذلي كانت تتحدث عن تجربتها أمام المنتدى، وسط حضور أكثر من 1800 خبير إعلامي من مختلف دول العالم جاءوا للحديث عن ماذا تريده الحكومات من الإعلام وما يريده القائمون على الإعلام من تلك الحكومات. المنتدى الذي افتتحه، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة، أمس الأحد، وشارك في أعماله كضيف شرف آخر رؤساء الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف، شهد في الفعاليات الختامية لدورته الثالثة اليوم جلسة عصف ذهني أدارها الإعلامي داوود الشريان تحت عنوان "نحو تواصل حكومي فعال"، حيث عمدت إلى فتح باب الحوار مع الحضور حول العلاقة بينهم وبين الحكومة من ناحية التواصل والتفاعل للخروج بمقترحات عملية لخلق أساليب أفضل للتواصل بين الطرفين. وقال داوود الشريان: "لقد أصبح لدى المواطن العربي شك نتيجة عدم وصول المعلومات من الحكومة إليه بشكل سلس وواضح، إن اللغة الإنشائية المستخدمة في الأخبار الحكومية تبعثر المعلومات في المحتوى، وأعتقد بأن لغة التواصل بين الحكومة والناس ضعيفة ويجب على إدارات الاتصال الحكومي عدم تبني إعلام مترهل وضرورة تطوير المحتوى ليتناسب مع مجمل مستويات الشعب على الصعيد الثقافي" ، لاقتا إلى أنه يجب أن نتذكر دائماً بأن الدول التي ليس لديها معلومة تلجأ دائماً إلى الدعاية"، مؤكدا أن " المعلومة مصدر من مصادر القوة وإذا ملكت الحكومة المعلومات ملكت القوة الدافعة لتحريك الشعوب نحو المستقبل". وأضاف الشريان: "إن الإعلام الحكومي في بعض الدول لم يعد يفرق بين الحكومة والشعب في الدول الأخرى، لقد جرت وحدات الاتصال الحكومي في بعض الدول وسائل الإعلام حتى الخاصة منها إلى معتركات لا جدوى منها ولا داعي لها بسبب سوء التخطيط وضعف الأداء والفهم العميق لخصوصية هذا الشعب أو ذاك". واختتم الشريان حواره مطالباً المسؤولين في الدول الخليجية بالانفتاح على الإعلام وحضور البرامج واللقاءات الإعلامية كون ذلك سيصب في مصلحة الجهة التي يمثلها.