• رفضت مصر بعد وقوع العملية المسلحة فى طابا ضد حافلة السياح من كوريا الجنوبية الأسبوع الماضى، العرض الإسرائيلى بإدخال الجرحى إلى مستشفيات إسرائيلية حتى لو كانت حياتهم فى خطر. وعلى ما يبدو فإن ثمة مسئولين فى الجانب المصرى يخشون الانتقادات الموجهة للتعاون العلنى الوثيق جدا مع إسرائيل. • ويمكن القول إن منفذى العملية ضد الحافلة نجحوا فى تحقيق ثلاثة أهداف: أولا، وجهوا صفعة إلى أجهزة الأمن والجيش والاستخبارات فى مصر؛ ثانيا، أثاروا توترا على طول الحدود المشتركة «مع إسرائيل»؛ ثالثا، شوّشوا الخطة التى وضعت فى عدة دول فى أوروبا لإزالة التحذير من السفر إلى مصر. ومعروف أن السياحة ثانى مصدر دخل للاقتصاد المصرى بعد قناة السويس. وحتى سلسلة الثورات الأخيرة فى مصر، كان نحو 3 ملايين عائلة مصرية تعيش من الرحلات الجوية والمبيت فى الفنادق والجولات والمطاعم والمتنزهات والمشتريات. • وليس من المبالغة القول إن الاقتصاد هو الذى سيحسم مسألة استقرار كرسى الرئيس المصرى المقبل. ومع أن المشير عبدالفتاح السيسى لم ينزع حتى الآن البزة العسكرية ولم يعلن بصوته نبأ تنافسه ولم يكشف النقاب عن خططه، إلا أن انتصاره الساحق يبدو مؤكدا وإن كان لا أحد فى مصر يعرف كيف يعتزم التصدى للضائقة الاقتصادية والبطالة والفقر، وكيف سيجلب المستثمرين وكيف سينجح فى إعادة السياح. • فى نهاية الأسبوع الفائت وصلت إلى إسرائيل رسالة محرجة من القاهرة. فقد ملأت صحيفة «الأهرام» الرسمية اليومية الصفحة الأولى كلها بعناوين عن قضية تجسس جديدة نجمها مواطن مصرى اسمه عبدالباقى حسين عمل تحت امرة مسئولين من جهاز الموساد الإسرائيلى هما مئير وشاؤول. • لقد حاول أصدقائى المصريون إقناعى بأن القصة كلها مجرد هراء. لكن خبراء أكبر اعترفوا بصراحة بأن النشر يدل على أزمة لدى السلطة، وعلى جهد بدائى لإيجاد إجماع. أما التحليل الذى يقدمه العارفون عندنا فيشير إلى أن المقربين من الرئيس المرشح السيسى لا يحبون التسريبات لدينا حول التعاون الأمنى الاستراتيجى بين الدولتين، ولذا فإنهم معنيون بالإيضاح أن هذا التعاون الذى لم يسبق له مثيل حتى فى عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك موقت ولغرض عاجل، وفى وقت لاحق فإن مصر السيسى ستحرص على الحفاظ على مسافة بينها وبين إسرائيل.