قال طلال البرازي، محافظ حمص، إن الهدنة الانسانية المعمول بها في مدينة حمص قد مددت ثلاثة ايام اضافية. ونقلت وكالة رويترز عن البرازي قوله "لقد تم تمديد العمل بالهدنة لثلاثة ايام اضافية ابتداءا من اليوم للسماح باجلاء المدنيين المتبقين في المدينة القديمة." واضاف المحافظ ان 1400 شخصا تم اجلاؤهم من المدينة القديمة المحاصرة منذ يوم الجمعة الماضي وهو اليوم الذي دخلت فيه الهدنة حيز التنفيذ. واضاف ان 220 من هؤلاء المدنيين ما زالوا يخضعون للتدقيق. يذكر ان السلطات السورية تقوم باحتجاز الذكور الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و55 سنة ممن يقوون على حمل السلاح والتحقيق معهم. وقال البرازي إن 70 من هؤلاء سيطلق سراحهم اليوم الخميس. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية امس الخميس إن الحكومة السورية قد تعهدت باطلاق سراح المدنيين المحتجزين بعد التحقق من هوياتهم، مضيفا "نتوقع ان تلتزم الحكومة السورية بما تعهدت به، ولكن نظرا لسجل النظام لا يمكن للمجتمع الدولي الاطمئنان لذلك وعليه متابعة مصير هؤلاء الرجال." اشتداد القتال وبينما تتواصل الاجتماعات في جنيف التي يشارك فيها ممثلون عن الحكومة السورية والمعارضة، يقول ناشطون سوريون إن القتال ازداد شدة في البلاد في الآونة الاخيرة. ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان إن اكثر من 200 قتيل سقطوا يوميا في الاسابيع الثلاثة الاخيرة. وقال المرصد إن طرفي الصراع، الحكومة والمعارضة، يحاولان الاستيلاء على اكبر مساحة ممكنة من الارض لأجل تعزيز موقفيهما في المفاوضات. واضاف ان 4959 شخصا على الاقل قتلوا في سوريا منذ الثاني والعشرين من يناير / كانون الثاني، ثلثهم من المدنيين بمن فيهم 515 من النساء والأطفال. ويقول المرصد المحسوب على المعارضة ومقره بريطانيا إن هذا هو اكبر عدد من القتلى يسجل في فترة ثلاثة اسابيع منذ اندلاع القتال في مارس / آذار 2011. ولم يتسن التأكد من هذه الاعداد من مصادر مستقلة. وكانت عمليات اجلاء المدنيين وايصال مواد الاغاثة من والى المدينة القديمة في حمص الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة قد استمرت تحت اشراف الاممالمتحدة يوم الاربعاء. كما صعدت القوات السورية المعززة بمقاتلين من حزب الله اللبناني يوم الاربعاء من هجماتها وقصفها لمدينة يبرود الواقعة في جبال القلمون المحاذية للحدود مع لبنان، إذ قالت الانباء إن المدينة تعرضت ل 13 غارة جوية يوم امس. وقال مسؤولون لبنانيون لبي بي سي إن العشرات من سكان يبرود يجتازون الحدود الى لبنان هربا من اقتحام القوات السورية الوشيك للمدينة. تبادل اهانات في غضون ذلك، تبادلت واشنطنوموسكو العبارات التهكمية بعد ان اعترضت روسيا مجددا على مشروع قرار طرح في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب الاطراف في سوريا بالسماح لعمال الاغاثة بالوصول الى كل المواقع في البلاد. فقد انتقد الرئيس الأمريكي باراك اوباما الموقف الروسي، والمح الى ان موسكو - بعرقلتها المصادقة على مشروع القرار - انما تشارك الحكومة السورية في مسؤولية "تجويع المدنيين". من جانبه، رفض ناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الانتقادات الامريكية واصفا اياها بأنها "تشويه متحيز." وأكد الناطق على الدور الذي لعبته روسيا في التوصل الى هدنة في حمص، واصر على ان موسكو لا تقل عن واشنطن في اهتمامها بالاوضاع الانسانية في سوريا. ولكن مراسل بي بي سي في الاممالمتحدة نك براينت يقول إن روسيا، رغم اعتراضها على مشروع القرار بصيغته الحالية، لم تغلق الباب تماما بوجه مشروع بديل. وكان ممثلو الحكومة السورية والمعارضة قد التقوا وجها لوجه ثانية في جنيف الاربعاء. واقترحت المعارضة تشكيل هيئة حاكمة انتقالية تتولى الاشراف على تنفيذ وقف لاطلاق النار يشمل كل الاراضي السورية تحت رقابة الاممالمتحدة، ويضع حدا للحرب التي استمرت لثلاث سنوات تقريبا. ويشمل المقترح طرد كل المسلحين الاجانب من سوريا، والسماح بدخول المعونات الانسانية والتوصل الى حل سياسي للحرب. ولكن ممثلي الحكومة السورية رفضوا مناقشة المقترح، قائلين إن من شأن ذلك الخوض في القضايا السياسية قبل ان يحين الأوان لذلك. من جانبه، عبر المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي عن اسفه لاخفاق المفاوضات في تحقيق تقدم، وقال إنه قرر تقديم موعد اجتماع مقرر مع مسؤولين روس وامريكيين بيوم واحد وذلك فيما يبدو انه محاولة لحثهم على الضغط على الطرفين السوريين. وكانت الجولة الاولى من المفاوضات قد انتهت الشهر الماضي دون اتفاق، وسط تبادل للاهانات بين الطرفين السوريين.