«قررت الأوقاف.. وامتنعت مساجد» حال ما آلت إليه الأمور ببعض المساجد تجاه خطوة «توحيد خطبة الجمعة» في جميع مساجد الجمهورية «أوقاف- جمعيات- أهالي».. وكشفت خطبة الجمعة الماضية «الشباب ودوره في المجتمع» تباينًا في الاستجابة لقرار «الأوقاف» ما بين «مؤيد ومعارض». «الاستقامة يلتزم» التزم إمام مسجد الاستقامة بالجيزة، وهو من أشهر المساجد التي يخرج منها أنصار الرئيس السابق محمد مرسي، بموضوع الخطبة، وألقى خطبة مفصلة عن الشباب ودوره في بناء المجتمع. وقال إن «الشباب هم عمود المجتمع والركيزة التي يجب أن يعتمد عليها الشعب في بناء الوطن والنظر إلى مستقبل باهر، في نهاية الخطبة دعا الإمام لكافة الشباب خاصة الطلاب الذين يؤدون الامتحانات». «الفرقان.. طاعة منقوصة» أما مسجد الفرقان بفيصل في الجيزة، فقد التزم في الجزء الثاني من الخطبة فقط بموضوع الخطبة الموحدة عن دور الشباب وتأثيره في المجتمع، وواجب الدولة ناحية الشباب والاهتمام بهم، مستدلا ببعض القصص والعبارات. بينما خصص إمام المسجد الجزء الأول من الخطبة عن معجزات الرسول- صلى الله عليه وسلم- وكيف كان يبين الله سبحان وتعالى لرسوله الكريم أنه على حق، وأن الله كافٍ بعبده، وأن معجزاته جعلت العديد من القوم يوحدون الله ويدخلون في دينه. «طنبدي المنوفية.. خارج الحسبة» وفي قرية طنبدي مركز شبين الكومبالمنوفية، تناولت خطبة الجمعة في مسجد القرية قصصًا من حياة الصحابة عن التقى والإيمان. وخصص الإمام خطبته عن إيمان الصحابة بربهم والتقوى والورع وفضل الله على المتقين. «آل الجندي بأسيوط.. الصبر أولا» وفي مسجد آل الجندي بقرية خارفة مركز "ديروط " بأسيوط كانت الخطبة عن "الصبر". وتحدث الإمام فيها عن الصبر وأجر الصابرين على البلاء من عند الله، وعن تحمل المتاعب والمشاق وصبر على المؤمن والمسلم على أخيه، وفضائل هذا عند الله. «توحيد الشرقية.. يغرد بعيدًا» عدل خطيب مسجد التوحيد بقرية العدلية مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، عن الالتزام بموضوع الخطبة الموحدة عن الشباب ودوره في المجتمع، ليتحدث الإمام عن أشياء كثيرة أبرزها حياة الصحابة والرسول الكريم وأفضال الإسلام وغير ذلك من الأحاديث الشريفة. «إيمان أسيوط.. خطر النميمة» في حين ركزت، خطبة مسجد الإيمان بمركز الغنايم في محافظة أسيوط على خطر النميمة وجرم من اعتاد عليها، كما فسر الإمام بعض الأحاديث والأقاويل عن الغيبة والنميمة وعقابها عند الله، ومن جعل الغيبة والنميمة جزء من أحاديثه اليومية مع المتواجدين من حوله. «الأوقاف تتوعد» من جانبه، قال محمد عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، إن الخطبة الموحدة تعم جميع المساجد على مستوى الجمهورية، وتخصها جميعًا «الأهلية والتابعة للجمعيات والمنضمة للأوقاف». وذكر «عبد الرازق»، في تصريحات خاصة ل«بوابة الشروق»، أن «من يثبت أنه خالف تعليمات الوزارة بالخطبة الموحدة سيتم تحويله إلى الشؤون القانونية، وإذا كان المسجد غير تابع للوزارة، وثبت أن الإمام خالف التعليمات سييتم ضم المسجد للوزارة». وأضاف أن «الهدف من الخطبة الموحدة وكانت الجمعة الماضية عن الشباب ودوره في المجتمع هو الصالح العام لرفعة مصر وأن يكون الجميع يد واحدة»، لافتًا إلى الوزارة لم تتلق أي بلاغات من المفتشين أو الأهالي عن وجود مخالفات في مساجد بعينها، وهذا لا يعني أن الجميع التزم بموضوع الخطبة، مشيرًا إلى أن الوزارة لن تنجح في فكرتها بنسبة 100% من أول خطبة، ولكن النجاح الكامل سيأتي تدريجيًا بنسب متفاوتة. «أصل الحكاية» كان القطاع الديني بوزارة الأوقاف قرر في اجتماع «الأحد 26 يناير الماضي» برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، توحيد الخطبة في جميع مساجد مصر (أوقاف – جمعيات – أهالي). وذكر بيان لوزارة الأوقاف أنها هي المسئولة عن إقامة الجمعة والشعائر في جميع مساجد مصر، وبما أنها ماضية في ضم جميع مساجد مصر إليها، فإن الأولوية في الضم ستكون لأي مسجد لا يلتزم بالخطة الدعوية التي تحددها والمنهج الذي تلتزمه من الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة دون أي توظيف سياسي حزبي أو مذهبي أو طائفي للمنبر أو للمسجد. وإذا كان جمهور الفقهاء على أن الخطبة لا تنعقد إلا في المسجد الجامع وبإذن من الإمام أو نائبه، فإن القياس والمصلحة يقتضيان الآن جمع الشمل وتوحيد الكلمة والاجتماع على كلمة سواء، ومن هنا قررت وزارة الأوقاف توحيد خطبة الجمعة على مستوى الجمهورية في جميع مساجد مصر ابتداء من الجمعة القادمة. وقالت إنها ستكون مضطرة إلى سرعة ضم أي مسجد تابع لأي جمعية لا يلتزم بالخطبة الموحدة ومحاسبة أي إمام أو خطيب لا يلتزم بها. وستكون الخطة شهريا وتُنشر في موعد أقصاه يوم "20" من الشهر السابق، وذلك على الموقع الرسمي للوزارة «أوقاف أون لاين». ونشرت الوزارة موضوعات شهر فبراير على النحو التالي: «الجمعة الأولي 7 فبراير دور الشباب في بناء المجتمع، والجمعة الثانية عن الأمل والعمل، والثالثة عن العلم والعقل، والرابعة عن الحفاظ على البيئة ودوره في التنمية».