•• تغيرت كرة القدم، ولم يتغير الذين يشاهدونها والذين يتحدثون عنها ففى الستينيات كان طرد لاعب من فريق يعنى أن مركزه أصبح خاليا. وأن على المدرب التضحية بمركز لتغطية مركز حسب أهمية موقع المطرود. كان ذلك حين كانت كرة القدم وتكتيكاتها تقوم على مرابطة اللاعبين فى مواقعهم. لكن اللعبة التى تطورت بصورة مذهلة فى التكتيك وفى معدلات الجرى جعلت خسارة لاعب ليست حدثا جسيما كما كانت منذ أربعين عاما. فاللاعبون العشرة يستطيعون تعويض النقص بالجرى وبمعدلاته.. وصحيح أن الطرد يكون مؤثرا لكنه ليس بنفس التأثير القديم.. ونقص لاعب بفريق كان مربكا، ومازال مربكا، فى كرة اليد وفى كرة الماء على الرغم من التطور الذى طرأ بالسرعات وباللياقة وبالتكتيك فى اللعبتين وفى غيرهما.. •• لقد تساءل الكثيرون: هل نجح ميدو فى الاستفادة من نقص لاعبى بتروجيت بعد طرد لاعب الفريق سعيد كمال فى الدقيقة 23 من المباراة؟ لعب بتروجيت ناقصا لمدة 40 دقيقة تقريبا قبل طرد نور السيد لاعب الزمالك فى الدقيقة 18 من الشوط الثانى. وحين كان بتروجيت ناقصا نجح فى التقدم بهدف حتى تعادل الزمالك بضربة جزاء. وتقدم بتروجيت يشير إلى التغيير الذى طرأ على اللعبة، إلا أن تأثير طرد لاعب يكمن بالدرجة الأولى فى دوره ووظيفته ومهاراته.. ومن نماذج القوالب التى تستخدم فى تقييم مباريات الكرة المصرية أن يصاب لاعب، ويغيب لأسابيع، ثم يعود للملعب، ولا يعود معه مستواه، فيكون السبب: «أنها حساسية المباريات التى أثرت على قدرته فى التهديف مثلا». وفى المقابل يغيب ميسى عن برشلونة للإصابة، ويعود، ويسجل فى أول مباراة له هدفين، وفى التالية هدفين، فهل حساسية المباريات تصيب لاعبينا ولا تصيب اللاعبين الآخرين.. متى نخلع تلك القوالب والمبررات القديمة؟! •• ما علينا.. تمضى المباريات، ومازالت تفتقد صوت الجماهير وموسيقى الهتافات والأهازيج والانفعالات. ومازالت ملاعبنا تغيب عنها موجات التشجيع الهادر وهى الحياة. وبعض المباريات كانت مثيرة وقوية وينقصها الجمهور للشعور بقوتها وبمتعتها أكثر. ومنها المقاولون مع الأهلى، والزمالك مع بتروجيت، ودجلة مع الإسماعيلى.. ثم إن الدورى هذا الموسم مختلف. فمعظم الفرق تراه مسابقة تجريبية لمواسم قادمة.. فلا شىء يخسره الجميع. دعونا نلعب ونجرب بلا حسابات، وبلا خوف. وحين يتحرر اللاعب من الضغوط ومن الخوف يلعب أفضل.. وتحركه النزعة الهجومية، وهنا تتنوع أشكال تلك النزعة، فإما تهاجم بخطوطك كاملة كما يفعل الأهلى والزمالك والإسماعيلى، وإما يكون سلاحك هو الهجوم المضاد، وهذا الهجوم ينجح إذا كان الفريق يملك مقوماته، وأهمها السرعة فى التحول من موقف الدفاع إلى الانطلاق. •• نقص التمويل دفع الفرق إلى الاستعانة بناشئيها. وهؤلاء الناشئون ضخوا السرعة والحيوية فى الصفوف، ومن أبرزهم لاعبو المقاولون وبعضهم لا يزيد عمره على 16 عاما وهى ظاهرة جديدة على الكرة المصرية التى كانت مشغولة بإتمام صفقات بملايين، ومعظمها كان يساوى شراء إسماعيل ياسين للعتبة الخضرا.. •• إننا أمام دورى مختلف.. فيه كرة قدم جيدة أحيانا.. بعض مبارياته من تاريخ السينما الصامتة. يفتقد الجمهور والحياة جدا. تستعد به الفرق للدورى القادم..؟!