أثارت ندوة مناقشة رواية «سقوط الصمت» للدكتور عمار على حسن، الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية للنشر، جدلا حول ما يسمى ب«أدب الثورة»، وهل يجب أن ينتظر الكاتب سنوات حتى تكتمل ثورة ما ليكتب عنها؟ وماذا عن الروايات التى تتناول أحداث الثورة، ولماذا يعتبرها بعض النقاد كتابات متسرعة؟ قال المؤلف: «لن أنتظر مائتى عام حتى أكتب عن الثورة»، مسترشدا بمقولة نجيب محفوظ: «ليس هناك حدث فنى، وإنما هناك حدث سياسى فى ثوب فنى». وليوضح رأيه أكثر: «بعض النقاد يريدون من الأدب أن يتحرى الدقة، وكأن الأديب لابد أن ينجز حكما فى النهاية، أو يكون جزءا من الأدلة والبراهين». وقال عمار خلال مناقشة روايته، التى تحدث فيها الناقدان د. شاكر عبدالحميد، ود. صالح سليمان عبدالعظيم، وأدارها الزميل سامح سامى، إن هناك ثلاثة مسارات فى الكتابة عن الثورة البعض يقول علينا أن ننتظر حتى تكتمل الثورة. ولكننى أشعر بحيرة شديدة فلدينا نماذج يجب أن نخضع لها الفن الإبداعى أحيانا. وهناك من يرى أن نكتب عن الحدث فى وقته، لأننا إذا انتظرنا فترة طويلة سوف يفُتر. وهناك من طرح حلا، وهو تسجيل هذه المشاهد حتى لا تضيع ثم إعادة تضفيرها مره أخرى. وقال عبدالحميد إن رواية «سقوط الصمت» أشبه ببكائية أو مرثية تعكس الحنين الجارف لثورة 25 يناير التى شعر الراوى أنها تتسرب وتسرق من بين يدى الثوار، فيحاول أن ينفخ الرماد الذى تراكم فوقها، شكلها العام أشبه بدوامة تبدأ من نقطة صغيرة هى ليلة مقتل حسن عبدالرافع فى ميدان التحرير وتتشعب إلى اللانهائى، فهى أشبه بالمتاهة ندخل إليها ولا نعرف كيف نخرج منها. هناك تداخل بين الوصف والتجسيد لشخصية حسن عبدالرافع كما لو كان شخصا أسطوريا، الجميع اختلف فيمن قتل حسن ولا أحد يعرف الحقيقة إلى آخر الرواية، ولكننا نعرف بشكل باطنى أن الجميع شارك فى قتل حسن الذى يجسد الثورة، كأنه قُدم قربانا ليقفز البعض على جسده إلى السلطة. وقال الدكتور صالح سليمان أستاذ علم الاجتماع بآداب عين شمس، إن الرواية تثير تساؤلات عديدة خاصة لأنها تدور فى مضمار حدث «الثورة» وهو مازال ساخنا حتى الآن. التساؤلات تتعلق أولا بشكل الرواية، هل تصنف على أنها رواية تاريخية أم سياسية. وأظن أن الإبداع دوما ما يبقى عصيا على التصنيف، فهذه الرواية سياسة تاريخية تقدم أرشيفا بالغ الدلالة عن الثورة. أما التساؤل الثانى الذى تثيره الرواية يتمحور حول موضوعها والزخم المتصل بها، حيث يشتبك الكاتب مع حدث الثورة وهو حدث لم ينضج بعد فتتجاوز الحدث وتغوص فى الذات المصرية التى صنعته. وأكد سليمان أن الهدف الرئيسى الذى ترمى إليه الرواية يتضح من عنوانها بالغ الدلالة، الذى يعنى انهيار صمت المصريين وانتفاضتهم فى وجه الديكتاتورية، كما نكأت الرواية الجرح الغائر الذى يتمثل فى سذاجة الثوار المستغلين من جانب النخبة التى تسعى للمتاجرة بقضيتهم بما يحقق مكاسبها.