جاء في تقرير تداولته وسائل اعلام بريطانية أن وكالة الامن القومي الامريكية جمعت وخزنت نحو 200 مليون رسالة نصية يوميا من كل انحاء العالم. وقالت كل من صحيفة الغارديان والقناة الاخبارية الرابعة إن الوكالة تنتزع وتخزن المعلومات من هذه الرسائل النصية، وان عناصر المخابرات البريطانية قد اطلعوا على هذه المعلومات. ويعتمد التقرير على معلومات سربها الموظف السابق في الوكالة ادوارد سنودن، ويأتي نشره عشية اعلان مهم من الادارة الأمريكية حول موضوع التجسس على الاتصالات الشخصية من جانب الاجهزة الاستخبارية الامريكية. من جانبها، قالت وكالة الامن القومي لبي بي سي إن المعلومات التي تنتزعها من الرسائل النصية "جمعت بشكل قانوني." الرئيس باراك اوباما أطلع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون في مكالمة هاتفية على نتائج المراجعة
وقالت إن "الايحاء بأن نشاطات الوكالة في جمع هذه المعلومات اعتباطية ومنفلتة عار عن الصحة." ومن المقرر ان يعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما في وقت لاحق الجمعة عن اجراء تغييرات في برامج الرقابة الالكترونية التي تضطلع بها الاجهزة الامريكية المختلفة، وذلك اعتمادا على نتائج مراجعة اجرتها الخريف الماضي لجنة خاصة شكلت في البيت الابيض لنشاطات وكالة الامن القومي. وكان البيت الابيض قد قال في وقت متأخر من يوم الخميس إن الرئيس اوباما أطلع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون في مكالمة هاتفية على نتائج تلك المراجعة. وتشير الوثائق التي سربها سنودن ايضا الى ان GCHQ النظيرة البريطانية لوكالة الامن القومي قد فتشت في قاعدة البيانات التابعة للوكالة بحثا عن معلومات تخص مقيمين في بريطانيا، حسبما افادت صحيفة الغارديان. ولكن GCHQ أكدت لبي بي سي في تصريح خاص ان كل نشاطاتها "تجرى بموجب اطار قانوني وسياسي صارم." "حماية الخصوصية" يشار الى ان البرنامج الخاص بمراقبة وجمع الرسائل النصية، ويدعى Dishfire، يحلل هذه الرسائل بغية استخلاص معلومات معينة منها اسماء المتصلين والاماكن الموجود فيها الهاتف الذي تتم مراقبته وتفاصيل مالية وغيرها من المعلومات الخاصة. ويشير التقرير الى ان وكالة الامن القومي تمكنت من خلال قاعدة البيانات الضخمة التي اعدتها - والتي كانت قيد الاستخدام حتى اواخر عام 2012 على الاقل - من الحصول على معلومات تخص ملايين الاشخاص الذين تستهدفهم او تشك بهم. ولكن الوكالة قالت لبي بي سي إن نشاطاتها "تتركز بشكل اساس على الاهداف الاستخبارية الاجنبية فقط وذلك استجابة لمتطلبات استخبارية." وفيما اعترفت الوكالة بأن بأنها قد تكون "جمعت عن طريق الصدفة" معلومات تعود الى مواطنين امريكيين، أكدت بأنها تتقيد "بحماية خصوصية المواطنين الامريكيين وتستخدم اجراءات مخصصة لهذا الغرض." وقالت "اضافة لذلك، تعمل وكالة الامن القومي على ازالة أي معلومات تتعلق بالمواطنين الابرياء في دول غير الولاياتالمتحدة في اقصر فترة ممكنة بعد جمعها." "إصلاح شكلي" يشار الى ان السلطات الامريكية وجهت تهمة التجسس الى سنودن المقيم حاليا في روسيا. ومن المقرر ان يعلن الرئيس اوباما في كلمة يلقيها في وزارة العدل بواشنطن عن رده بشأن التوصيات التي تقدمت بها لجنة المراجعة المشار اليها اعلاه. ومن المتوقع ان يعلن الرئيس الامريكي تأييده لفكرة استحداث جهة تقوم بالدفاع عن الحقوق العامة امام محكمة مراقبة الاستخبارات الاجنبية، وهي محكمة سرية من صلاحياتها الموافقة على جمع المعلومات. ومن المتوقع ان يعلن اوباما ايضا شمول الاجانب (غير الامريكيين) ببعض اجراءات الحماية منها تشديد القيود على سبل مراقبة زعماء الدول الاخرى وتحديد المدة التي تحتفظ بموجبها الوكالات الاستخبارية بالمعلومات التي تجمعها. ولكن من غير المتوقع ان يحرم الرئيس الامريكي وكالة الامن القومي من صلاحية جمع المعلومات كما اوصت لجنة المراجعة، بل سيقوم بدل ذلك باحالة الموضوع الى الكونغرس ليبت فيه.