«اشترينا 47 سيارة إسعاف كتبرع لفلسطين، فأخبرتنا الخارجية المصرية أنها ستسمح بمرور سيارتى إسعاف فقط». إحدى شكاوى النشطاء الدوليين العالقين أمام نقطة تفتيش جسر مبارك للسلام، المعروف شعبيا بكوبرى القنطرة، عازمين على العبور إلى غزة. تبدأ القصة فى بدايات 2009، حين أعلن عضو البرلمان البريطانى، جورج جالاوى، عن تنظيم قافلة خيرية تسمى «شريان الحياة» تنطلق من بريطانيا والولايات المتحدة إلى مصر، لكسر الحصار على غزة وإمدادها بالمساعدات، وزيادة الوعى الدولى بالقضية الفلسطينية. العديد من الشخصيات العامة والحكومية ساندت جالاوى فى جهوده، مثل شارلز بارون، عضو المجلس المحلى لولاية نيويورك، وسينثيا ماكينى، العضوة السابقة بالكونجرس الأمريكى، ورون كوفيو الضابط المتقاعد من الجيش الأمريكى، والذى شارك فى حرب فيتنام، فقرر بعد أن رأى ويلات الحرب أن يهب حياته للدعوة للسلام. حملت القافلة شعار «تحيا فلسطين» Viva Palestine ونجحت فى أسابيع قليلة فى تجميع مئات الألوف من الدولارات والجنيهات الإسترلينية من التبرعات. واشترت بأموال التبرعات سيارات إسعاف، ومستلزمات طبية، وكراسى مجهزة للمعاقين، ومعونات غذائية. الرابع من يوليو الحالى، تجمع المتطوعون من بريطانيا والولايات المتحدة فى ولاية نيويوركالأمريكية، ومنها إلى مصر. الأحد الماضى 12 يوليو، تحرك 50 متطوعا فى 4 أتوبيسات من القاهرة إلى العريش لتبدأ أولى مراحل الصراع مع السلطات المصرية. نقطة التفتيش على كوبرى القنطرة أوقفت الحافلة التى تقل النشطاء، وطالبتهم بكتابة أسمائهم بالإنجليزية والعربية. وتفسر ريم قيضان تصرف السلطات المصرية بأنها كانت محاولة للتفرقة بين النشطاء الأجانب والنشطاء العرب، ولذلك رفض النشطاء كتابة أسمائهم بالعربية واكتفوا جميعا بكتابتها بالإنجليزية فقط. مشادات كلامية بين النشطاء والشرطة المصرية كادت تصل إلى الاشتباك بالأيدى، على حد رواياتهم على موقعهم على الإنترنت. قضى النشطاء 12 ساعة كاملة أمام نقطة التفتيش، وقام النشطاء بتكوين «حاجز بشرى» أمام وخلف الأتوبيسات لحماية السائقين المصريين. بعد المظاهرة القصيرة، قضى النشطاء وقتهم فى الغناء ورقص الدبكة ولعب كرة القدم. أجبرت الشرطة المصرية المتظاهرين على الرجوع إلى القاهرة، وأمرت سائقى الأتوبيس بالتحرك. وبررت السلطات المصرية تصرفها بأن الأوراق الرسمية للنشطاء ناقصة، وأنهم يحتاجون لورقة تسمى «شهادة غزة» مدموغة بختم السفارة الأمريكية. وبالفعل رجع النشطاء إلى القاهرة وحصلوا على الشهادة. ظهر أمس الأول، وبعد اتصالات مكثفة مع السفارة الأمريكية والخارجية المصرية، أخبرت السلطات المصرية النشطاء بأنهم سيسمحون لهم بقضاء 24 ساعة فقط فى غزة. وطبقا للبيانات الصحفية للحركة، فإن السلطات المصرية هددتهم بمنعهم من الرجوع إلى مصر إن تجاوزوا المدة المسموح بها. وأضافت الحركة أن الخارجية المصرية قد أبلغتهم بالسماح بمرور سيارتين إسعاف من أصل 47 سيارة. اتهم النشطاء الحكومة المصرية بأنها «شريكة لإسرائيل فى حصار غزة، وأن عراقيل الحكومة المصرية هدفها تصعيب مهمة النشطاء لتثبيط عزمهم». إلا أنهم أعلنوا عن إصرارهم على كسر الحصار على غزة مهما تكلف الأمر من جهد ووقت، وأنهم سيسافرون فى الأيام القليلة المقبلة إلى العريش لإعادة المحاولة. وأعلنت الحركة بموقعها على الإنترنت vivapalestione-us.org عن تنظيم قافلة أمريكية جديدة إلى غزة من خلال معبر رفح فى أكتوبر المقبل، فى حين وعد جالاوى بتنظيم قوافل أخرى فى المستقبل القريب، تنطلق من فنزويلا ومن روسيا.