شهود: الشرطة لم تلق الأطفال فى الشارع أمام مستشفى الجمعية الشرعية للأطفال المبتسرين فى حى مصر الجديدة، أخفق حسن على رباح، سائق، فى أن يجد مكانا لابنته فى إحدى حضّانات المستشفى، خصوصا بعد أن عجز عن تسديد 50 جنيها يومية فى مستشفى أبو الريش، حيث تقيم ابنته ذات ال20 يوما. «عقب تجميد أرصدة الجمعية الشرعية، أصبحنا لا نستطيع استقبال حالات جديدة، بعد أن كانت أبوابنا مفتوحة بالمجان لكل طفل لا يجد مكانا له فى حضّانات الدولة ومستشفيات القطاع الخاص».. هكذا يقول جمال أبو العطا، مسئول أمن بمستشفى ألماظة للأطفال المبتسرين التابعة للجمعية الشرعية. كانت ساحة المستشفى قد شهدت تجمهرا من أهالى الأطفال المرضى، ووقعت مشادات بينهم وبين الإدارة، بالتزامن مع اليوم الذى أصدرت فيه وزارة التضامن الاجتماعى قرارها بتشكيل لجنة لإدارة شئون الجمعيات الأهلية بعد تجميد أرصدتها. واستغلت مواقع إلكترونية تابعة لجماعة الاخوان تلك الواقعة لنشر أخبار كاذبة عن محاولة قوات الأمن إخراج الأطفال من حضانات مستشفى المبتسرين فى ألماظة، تقول إيمان محمد، تسكن فى البيت المتاخم للمستشفى وعاشت الواقعة لحظة بلحظة: «لم تلق الشرطة الأطفال فى الشارع كما ادعت بعض المواقع الاجتماعية ووسائل الإعلام، ما حدث أن استدعى أحد سكان المنطقة جهاز الشرطة، تحسبا لما قد يقع من الأهالى الغاضبين». هذه الرواية تطابقت مع روايات شهود عيان من المنطقة، فالمشهد الذى وقع فى مستشفى ألماظة أصبح قابلا للتكرار فى فروع أخرى من مستشفيات الجمعية الشرعية، نتيجة الموقف الحالى الذى تعيشه تلك المستشفيات، فرغم استمرار عمل الطاقم الطبى والإدارى بها حتى الآن، فإن واقعة مستشفى ألماظة قد صاحبها فور تجميد أرصدة الجمعية الشرعية، تسليم المستشفى 18 حالة إلى ذويهم. وأعلنت إدارة المستشفى أن الحالات تم شفاؤها، وبررت ذلك بأنها ستواجه نقصا فى التمويل اللازم للحضّانات التى يبلغ عددها بالمستشفى 150 حضانة، كما أن تكاليف الاستقبال فى الحضانات تتراوح بين 500 وألف جنيه فى اليوم الواحد، ولا يمكن التعامل فى هذا الموقف وأرصدة الجمعية مجمدة، وهو المصير الذى يهدد مراكز الأطفال المبتسرين التابعة للجمعية الشرعية فى باقى المحافظات. ورغم تلك الأجواء، مازال الفريق الطبى داخل المستشفى يعمل حتى اليوم، أما فى الناحية الأخرى من العاصمة وبالتحديد بميدان الجيزة، فالصورة لم تختلف كثيرا، حيث ما زال مرضى الفشل الكلوى يتلقون العلاج داخل مستشفى الاستقامة التابعة للجمعية الشرعية، وهو ما قد لا يستمر لفترة طويلة حسب تأكيدات الشيخ سمير عبدالمعطى، عضو مجلس إدارة الجمعية الشرعية بالجيزة، الذى يوضح قائلا: «بهذا الشكل قد تتوقف أنشطة الجمعية قريبا، فبعيدا عن مستشفيات الجمعية، هناك أنشطة أخرى ستتأثر، فكيف سنتسلم بعد هذا القرار أموال كفالة اليتيم فى هذا الموقف الملتبس؟ أقصى ما سأفعله أن أوصل الكفلاء بالمحتاجين، حتى لا ينقطع عنهم الخير، علما بأن بين هؤلاء المحتاجين مرضى يعالجون لدينا».