توت عنخ آمون الملك الصغير "الأسطورة" الذي حول مصر للعالمية، وجاء بالعالم إلى مصر، وأثارت حكاياته وقصصه حافظة الأثريين والباحثين حتى يومنا هذا، وكنوز مقبرته الصغيرة جعلتها أهم مقابر منطقة وادي الملوك، بالبر الغربي للأقصر، برغم صغر سنه وقصر مدة ولايته. تحتفل الأقصر هذه الأيام، بوصول تصميم أول نموذج طبق الأصل للمقبرة رقم 63 الخاصة به، والتي يتزاحم عليها آلاف الزائرين يوميًّا لزيارتها لشهرتها العالمية. وهذا النموذج صممته الجمعية السويسرية لمحبي الآثار والمقابر الفرعونية، بإشراف الاتحاد الأوروبي؛ ليكون صورة طبق الأصل لمقبرة الملك توت عنخ آمون، حتى يتم مشاهدته وتخفيف الزيارة على المقبرة الأصلية ليتم الحفاظ عليها وعلى نقوشها الفريدة. وكانت اللجنة الدائمة للآثار المصرية، برئاسة الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام المجلس الأعلى للآثار، قد قررت اختيار المنطقة التي تقع بجوار بيت "هاورد كارتر" بالبر الغربي بالأقصر؛ لوضع نموذج مطابق لمقبرة توت عنخ آمون، حتى يتمكن المشاهد من زيارة "بيت كارتر" ونموذج المقبرة في جولة واحدة، لحين الانتهاء من مشروع المتحف المصري الكبير، الذي سوف تنقل إليه المقبرة بصفة دائمة. وكانت الأقصر قد استقبلت الأسبوع الماضي، نموذج الملك الصغير في احتفالية كبيرة حضرها محافظ الأقصر، وخبراء السياحة والآثار، وكبار المسؤولين من الجمعية السويسرية لمحبي الآثار الفرعونية، بعد أن وصل النموذج على متن ناقلة حاويات عن طريق نهر النيل ليستقر بالبر الغربي. وقال اللواء طارق سعد الدين، محافظ الأقصر: إن هناك تعاونًا تم لاستقبال نموذج مقبرة توت عنخ آمون، وسلطات المحافظة بالتعاون مع قطاع الآثار قاما بالإشراف على نقل الحاويات التي تحتوي على نموذج مقبرة توت عنخ آمون، من وسط نهر النيل إلى منزل الإنجليزي هيوارد كارتر، مكتشف المقبرة الأصلية للفرعون الذهبي توت عنخ آمون، في وادي الملوك بمدينة القرنة غرب الأقصر. وأن المحافظة تستغل مثل هذه الأحداث؛ للترويج للمدينة السياحية في محاولة لاستعادة الأفواج السياحية المفقودة. وقال محمد عثمان، نائب غرفة شركات السفر والسياحة بالأقصر: إن «وصول نموذج المقبرة حلم راودني كثيرًا، ونراه الآن يتحقق على أرض الواقع، ونشكر الجمعية السويسرية، وكل عشاق آثار مصر». وجاءت احتفالية وصول نموذج مقبرة توت عنخ آمون بعد أيام من الاحتفال بالذكرى ال91 لاكتشاف مقبرة الملك الصغير، في نوفمبر عام 1922 على يد الإنجليزي "هوارد كارتر"، وسط انتعاشة سياحية تشهدها الأقصر من جديد، بعودة الوفود السياحية من إنجلترا وألمانيا. وكانت الاحتفالات بهذه الذكرى وسط أجواء وطقوس فرعونية، وتتضمن مجموعة من الأنشطة الفنية والفكرية والثقافية والسياحية، التي يشارك في إقامتها المؤسسات الأثرية والثقافية المصرية، مثل وزارة الدولة لشئون الآثار، ووزارة السياحة، وهيئة قصور الثقافة المصرية، والغرف السياحية المصرية، بجانب سلطات محافظة الأقصر. وجرت تلك الفعاليات التي تتنوع ما بين معارض وندوات ومحاضرات وعروض فنية، في مكتبة الأقصر العامة، وقاعة المؤتمرات الدولية في المدينة، وكلية الفنون الجميلة، ومتحف التحنيط، ومتحف الأقصر.