«الرذاذ المتلاشى» فى المغرب

•• فكرة كأس العالم للأندية أقدم بكثير من فكرة كأس العالم للمنتخبات. فكانت البداية فى عام 1909 حيث أقيمت بطولة كأس السير توماس ليبتون (1909 1911) وشاركت بها أندية إنجليزية وألمانية وسويسرية إيطالية وفاز بها فريق من الهواة يمثل مدينة ويست أوكلاند. الفكرة داعبت الكثيرين، وأخذت اتحادات ودول فى تنظيم بطولات عالمية للأندية على مدى القرن العشرين لم يعترف بها الفيفا حتى عندما أقيمت كأس الأنتركونتيننتال التى بدأت عام 1960 وكانت بين بطلى أوروبا وأمريكا الجنوبية واحرزها لأول مرة ريال مدريد، وشهدت حالات عنف مذهلة، خاصة من جانب الفرق الأرجنتينية، وهو ما يعكس جذور صراع القوة والتفوق بين المدرستين الأوروبية واللاتينية قبل أن يهذب هذا الصراع، بالقواعد وبالقانون وبالمال وبالمصالح.
•• وقد فازت فرق أمريكا باللقب 22 مرة مقابل 21 مرة للفرق الأوروبية، وقبل أن تلغى البطولة أسندت إدارتها إلى شركة تيوتا بدءا من عام 1980 .. ثم توقفت فيما بعد.. لتنطلق عام 2000 بمشاركة أبطال القارات، وأحرزت الفرق البرازيلية الكأس 4 مرات، مقابل مرتين لبرشلونة، ومرة لكل من ميلان وإنتر ميلان ومانشستر يونايتد.. تلك باختصار شديد حكاية كأس العالم للأندية.
•• أما حكاية الرذاذ المتلاشى، فهو اسم استخدمته وكالة الأنباء الفرنسية، للخط الضائع ( لا تقرأها الحظ الضائع). وهو خط يستخدمه الحكم لتحديد مكان وقوف الحائط الدفاعى عند تسديد الضربات الحرة، فيعلم الحكم على المسافة القانونية (9.15 متر) ثم يختفى هذا الخط بعد دقيقة واحدة. واستخدم فى كأس العالم للشباب فى تركيا ونجح، وصادفه نفس النجاح فى بطولة كأس العالم للناشئين فى الإمارات.. وسمح الفيفا باستخدامه فى كأس العالم للأندية بالمغرب التى تستضيف بطولتى 2013 و2014.
•• الفيفا يدرس السماح للاتحادات الأهلية باستخدام هذا الخط الوهمى أو الضائع فى البطولات المحلية ويدرس استخدامه فى بطولاته مستقبلا. وهو من إنتاج شركة أرجنتينية.. لكن السؤال: هل يمكن أن نستخدمه فى الدورى المصرى؟!
•• الإجابة: (ضحك متواصل).. كيف نستخدم هذا الاختراع العجيب ونحن لا نلعب كرة قدم ولا نلعب دورى، وكيف نستخدمه بينما نحن لم نستخدم بعد أى تكنولوجيا بسيطة أو معقدة مثل سماعات الحكام التى نراها أحيانا كأنها حبل غسيل يتدلى من أذن الحكم، بينما هى شيك ومختفية فى كل الملاعب ما عدا ملاعبنا.. ترى متى نستخدم تلك السماعات»؟
(أسمع أعضاء بمجلس إدارة اتحاد الكرة يفكرون ثم يتساءلون بصوت عال: بتقول إيه؟)
•• هذا هو بالضبط الرذاذ المتلاشى.. وانظر حولك وستراه فى كل موقع، ناس تفكر وتتكلم وتناقش وتنفعل وتطالب وتقترح وناس أخرى تنصت باهتمام وتهز رءوسها عجبا وتعجبا.. ثم يتلاشى كل ما طرح كأنه لم يكن.. الرذاذ المتلاشى ليس ابتكارا أرجنتينيا.