حذر رئيس منظمة أطباء بلا حدود في حديث لفرانس برس من أن تدخلًا عسكريًّا فرنسيًّا في أفريقيا الوسطى لن يكفي لتسوية مشكلات بلد في حالة فوضى، داعيًا إلى حسن إدارة البلاد وتحسين بناها التحتية. وقال مغرديتش ترزيان، رئيس المنظمة غير الحكومية الناشطة في أفريقيا الوسطى منذ 2006: "هذا البلد كارثي، فأعمال العنف مستمرة والفقر مدقع، ولا بنى تحتية ولا نظام صحي فيها". وأضاف أن "تدخلًا عسكريًّا لن يستطيع وحده تسوية المشكلات" في حين أعلنت فرنسا الأسبوع الماضي نشر قريبًا ألف جندي فرنسي سيدعمون رسميًّا القوة الأفريقية (البعثة الدولية لدعم أفريقيا الوسطى) الموجودة أصلا في هذا البلد. وأوضح "علينا أيضًا مساعدة الحكومة على إدارة البلاد بشكل أفضل وإيجاد سبل لإعطاء دفع للبنى التحتية". وأكد رئيس وزراء أفريقيا الوسطى نيكولا تيانغايي الاثنين أنه "يعتمد" على فرنسا لفرض الأمن في أفريقيا الوسطى مشددًا أيضًا على ضرورة تقديم مساعدة اقتصادية دولية كبرى للبلاد. وتعيش البلاد على وقع المواجهات بين المسيحيين والمسلمين، بين مجموعات "الدفاع الذاتي" ومتمردين سابقين (وصلوا إلى السلطة في مارس بعد إطاحة الرئيس فرانسوا بوزيزي)، يضاف إلى ذلك ارتفاع نسبة الإجرام في العاصمة بانغي حيث تنتشر الأسلحة. وروى ترزيان الذي زار أفريقيا الوسطى في يوليو أنه لدى خروجه من المطار "كان المشهد شبيهًا بهايتي في 2010" بعد أن ضربها زلزال مدمر. وقال: إن "المياه وتكريرها كل شيء يطرح مشكلة". وعلى الصعيد الإنساني تسببت الأزمة في نزوح أكثر من 400 ألف شخص، وأن أكثر من مليون من سكان أفريقيا الوسطى (أي 20% من السكان) مهددون بالمجاعة في الأشهر المقبلة بحسب برنامج الغذاء العالمي. وفي معظم المناطق لا يزال السكان يتعرضون للمضايقات والنهب من قبل متمردين سابقين، وأفرغت عدة بلدات من سكانها الذين يفضلون الاختباء في الأدغال في ظروف صحية مزرية. وقال ترزيان: "بحسب السلطات يعيش 400 ألف شخص في الأدغال" بعد أن هربوا من أعمال العنف "مع آثار مباشرة أو غير مباشرة على صحتهم"، وتسجيل "زيادة حالات الملاريا وسوء التغذية والإسهال دون تلقي العلاج". ورفض رئيس منظمة أطباء بلا حدود كلمة "إبادة" التي استخدمها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في 21 نوفمبر على قناة فرانس 2 واصفًا بلدًا "على شفير الإبادة". وقال ترزيان: "يمكننا التحدث عن أعمال عنف وهجمات لكن ليس إبادة. لا حاجة لإيجاد كلمات زائفة لتبرير تدخل". وأعرب رئيس منظمة أطباء بلا حدود عن الأسف لكون أفريقيا الوسطى "لا تهم أحدًا" وألا تكون المساعدة الدولية "على مستوى"، معتبرًا أن "الفساد وانعدام الأمن لا تعتبران أعذارًا لعدم تقديم المساعدة". وأضاف "على الأممالمتحدة زيادة مساعداتها ووجودها خارج بانغي". وأكد ترزيان "يمكننا العمل" على الرغم من أعمال العنف والنهب التي تطال أيضًا العاملين في المجال الإنساني. وعدد الموظفين المحليين للمنظمة 1100 وحوالي مئة عامل أجنبي في البلاد. وفي أغسطس 2013 أجرت أطباء بلاد حدود أكثر من 400 ألف معاينة منها 171 ألفًا لحالات الملاريا. لكنه حذر من "أنه لا يمكن تغطية حاجات كافة سكان أفريقيا الوسطى مع 1200 شخص". ويلتقي حوالي أربعين من قادة أفريقيا يومي الجمعة والسبت في باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وبعد اختتام القمة سيجتمع هولاند مع قادة الدول المجاورة لأفريقيا الوسطى ومسؤولين في الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي لعقد قمة مصغرة تخصص للوضع في هذا البلد.