بعد مرور ما يزيد على 33 قرنا على وفاته، لا يزال الفرعون الذهبي توت عنخ آمون (1354 - 1345 قبل الميلاد)، «الملك الطفل»، الذي نقل مصر إلى العالم ونقل العالم إلى مصر، يثير الجدل بين المصريين وغيرهم من علماء المصريات في العالم. وتصاعد الجدل بين علماء المصريات بشأن أسباب وفاته، والكثير من تفاصيل حياته، بجانب الجدل الدائر حول سبل الحفاظ على موميائه التي ترقد داخل مقبرته الشهيرة غرب الأقصر. أسرار جديدة عن وفاة الملك توت عنخ آمون، التي شغلت الكثير من الآثاريين حول العالم في الفترة الماضية، ذكرها الدكتور زاهي حواس، الوزير الأسبق لشؤون الآثار، في كتابه الجديد «اكتشاف توت عنخ آمون»، في حفل توقيعه بالعاصمة البريطانية لندن، الجمعة. وقال حواس لصحيفة «الشرق الأوسط»، إن الفرعون الشاب كان يعاني بعض الأمراض الصحية، مضيفا أن توت عنخ آمون تزوج بشقيقته، وأنه رأى وجهه الحقيقي أثناء إجراء الفحوصات على موميائه. وأوضح حواس، خلال زيارته ل«دار الصحافة العربية»، السبت، أن "كل ما قيل عن اغتيال توت عنخ آمون غير صحيح ولم يستند إلى أسس علمية"، وأن "عملية البحث لكشف الأسباب الحقيقية للوفاة استغرقت نحو 3 سنوات". وأضاف، أن الكتاب استغرق منه جهدا نحو عام في البحث المستمر عن حقيقة وفاة الفرعون الشاب. ويزور حواس لندن حاليا لتقديم آخر كشوفاته للحمض النووي «دي إن إيه» للفرعون توت عنخ آمون في كتاب «اكتشاف توت عنخ آمون». وتابع حواس: "قمنا بعمل دراسات أولية بأشعة «السيتي سكان»، وكان هناك 17 عالما في كل التخصصات، واستطعنا إثبات أن جرح توت عنخ آمون لم تكن له علاقة بالوفاة"، موضحا أن "الفرعون الشاب كان شبه معاق بسبب زواج والده أخناتون بشقيقته كعادة الفراعنة". واستطرد قائلا: "اكتشفنا أيضا أنه كان يعاني «الفلات فوت» في قدمه، وكذلك لم يكن الدم يصل إلى أطرافه، وهو ما أثر على قدرته على الوقوف لفترة طويلة، ومناظر أخرى له وهو يضرب الحيوانات وهو جالس، وهي أول صور في تاريخ مصر القديم لملك يضرب الحيوانات وهو جالس".