بدأت الشرطة تعاونها لجان من المحليات فى إزالة خيام وسردقات أقامها رواد مولد السيدة زينب. وقال شهود عيان إن الشرطة ألقت القبض وتعدت على بعض أصحاب هذه الخيام، وصادرت «الفرش» ومواقد البوتاجاز التى يستخدمونها خلال فترة إقامتهم بالشوارع الجانبية والأزقة المحيطة بمقام «السيدة». وكان عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة أعلن أمس الأول إلغاء مولد السيدة زينب تنفيذا لتوصيات اللجنة العليا لمكافحة إنفلونزا الخنازير بإلغاء جميع الموالد. غير أن أهالى منطقة السيدة وبعض الزوار الذين كانوا بدأوا فى التوافد على المنطقة أبدوا اعتراضهم على القرار، وأكد بعضهم أنه لن يمتثل له. وقال شهود عيان إنهم شاهدوا الشرطة وهى تقوم بازالة الخيام والتعدى بالضرب والسب على أصحابها مؤكدين أنهم رأوا الشرطة تقبض على أحد الأشخاص تلكأ فى هدم خيمته. مسعود زهرى كان وصل للتو من بلدته بمركز ديروط محافظة أسيوط هو عائلته المكونة من 5 رجال وسيدتين. قال إننا أثناء نصب الخيام علموا بأمر الإزالة لكن ذلك لم يمنعهم من إقامة «خدمتهم» التى اعتادوا عليها كل عام منذ آبائهم الذين ينتمون للطريقة الرفاعية، خاصة أنهم يقيمون خيمتهم الكبيرة فى أرض مملوكة لأحد أقاربهم وليس فى الشارع. وأضاف «مولد السيدة محدش يقدر يلغيه.. الأولياء محدش يقدر يقف قدامهم». وأعطى مثلا لعدم قدرة الحكومة على إلغاء الموالد بما حدث فى مولد الحسين حين قامت الشرطة بهدم الخيام عقب حادث الأزهر ومع ذلك فلم تستطع منع المولد حيث كان الناس يعودون. وقال إنهم سيبقون فى المولد حتى الليلة الكبيرة حيث يقومون بذبح الذبائح التى يتركونها لدى أحد أقاربهم فى بولاق أبوالعلا. وقال أحد أفراد العائلة رفض ذكر اسمه «إذا منعونا من مولد السيدة سنذهب إلى سيدى الفرغلى بأبوتيج الذى يتواكب مع مولد السيدة» و«الخدمة» هى تقليد يقوم به بعض رواد المواد حيث يقيمون خياما يمكثون فيها فترات تتراوح ما بين بضعة أيام وأكثر من شهر قبل المولد ويقدمون فيها الطعام والشراب لزوار المولد وذوى الحاجات. زينهم محمد حسن تنقل مع أسرته المكونة من زوجته وأربعة أطفال بين الموالد الموجودة بالقاهرة مثل السيدة فاطمة والسيدة نفيسة والسيد زين العابدين قبل أن يستقر به الحال منذ قرابة الشهر فى إحدى الحوارى الضيقة المجاورة لمقام السيدة زينب. قال إنه ورث الخدمة عن أبيه الذى ورثها عن جده، وأنه يتنقل بين الموالد ويقوم بالخدمة فيها بلا مقابل للحصول على الثواب. وأثناء حديثنا مع رواد المولد تجمع حولنا عدد من شباب المنطقة الذى شاركوا فى الاعتراض على قرار منع المولد. وقال محمد الحسينى محمد، أحد الشباب المقيمين بالمنطقة «كشباب فى المنطقة المولد بالنسبة لنا أهم من العيد، فيه نتجمع مع أصدقائنا ونستمتع مع حلقات الذكر». وقال زينهم عبدالفتاح «القرار دا إحنا ملناش دعوة بيه، هنعمل المولد والناس هتفرش» وأضاف «كده كده فى ناس مش هتعرف بالقرار وهتيجى وحتى لو عرفت بالقرار برضة هتيجى دى عادة صعب تتلغى». وقام الشباب قبل الإعلان عن قرار إلغاء المولد بيوم بتنظيف قطعة الأرض الفضاء الذى يقيم فيها الشيخ ياسين التهامى، المطرب الشعبى المعروف، حلقته. وقاموا بإخراج أكوام الزبالة منها تطوعا. وقال فتحى شقر صاحب مخبز بلدى، وأحد أهالى المنطقة، إن أهالى السيدة زينب تعودوا على المولد بايجابياته وسلبياته. وأضاف أن بعض الشباب من سكان المنطقة يستغلون فترة المولد بالقيام بوضع أيديهم على مساحات من الشوارع ويقومون بتأجيرها لرواد المولد الذين يأتون من الأقاليم بأسعار تتراوح ما بين 20 و300 جنيه وإلا لن يسمحوا لهم «بالفرش». ورفض سامح غراب، أحد سكان المنطقة، فكرة إلغاء المولد على الرغم من تأكيده أن فترة المولد يشوبها الكثير من السلبيات التى تصل إلى حد الهمجية، ولكن فى الوقت ذاته فهى تقليد شعبى يصعب إلغاؤه. وقال «لا يوجد سبب منطقى للإلغاء. إذا كانوا سيلغون المولد بسبب الازدحام فليوقفوا المترو والقطارات المزدحمة والأتوبيسات، فطالما هناك ازدحام فى كل يوم وكل مكان فما المبرر من إلغاء ازدحام يوم واحد». وشدد رضا عبدالمعطى، صاحب محل بقالة يعلق صورة الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب والنائب عن المنطقة أن المطلوب هو تنظيم المولد ليتم بشكل أكثر حضارية وليس إلغاءه.