«ثلاث سنوات مضت منذ نزلنا للشارع يوم 25 يناير 2011، وحتي الآن. واجهنا خلالها صنوفًا متنوعة من الاعتداءات والتنكيل، لكن يوم 6 أكتوبر 2013، كان يومًا فارقًا»، بهذه الكلمات بدأت الإعلامية بثينة كامل، تروي تفاصيل قصتها حول ما تعرضت له من اعتداء في الذكرى الأربعين لاحتفالات نصر أكتوبر المجيد. وقالت بثينة كامل، عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، «عليَّ أن أعترف أن المواجهة مع نظام مبارك وكذلك المجلس العسكري شيء، ومواجهة البلطجية وملحوسي العقل شيء آخر يفوقه خطورة تمامًا، إنه الفارق بين أن تقبض عليك الشرطة وبين أن تقع في أيدي البلطجية.. الإخوان ومناصروهم وبلطجيتهم هي اليوم ما يواجهه المصريون في الشوارع والحواري.. ناهيك عما يواجهه رجال الجيش والشرطة من إرهابيين متعددي الجنسيات متوحدي الهدف على إرهاب المصريين وتركيعهم بقطع العيش والطرق والأرزاق بالضرب والحرق، بالقنابل والأسلحة الثقيلة بانتهاك الحرمات وتعطيل الجامعات وكل أشكال الإرهاب والترهيب»، على حد تعبيرها. وأضافت، في رسالتها عبر (فيسبوك) والتي جاءت بعنوان "رسالة إلى أختي البريونية الحبيبة": «أن تقدر على فعل ذلك بأهلك وناسك، فلابد أن تكون عبدًا مستعبدًا معطل الإرادة من قبل مهاويس يقودون ممسوحي عقل». وأوضحت كامل، أن ذلك ما خبرته وما رأته من متظاهري الإخوان في يوم السادس من أكتوبر الماضي، قائلة: «فبينما يحتفل المصريون فيه بالنصر وببطولات جنودهم وضباطهم، يقرر هؤلاء المنقطعون المعزولون المتنطعون على الوطن والوطنية، هؤلاء المهووسين بالجماعة، أن ينكدوا على المصريين ويفسدوا عليهم فرحتهم على ندرة ما يفرح»، حسب وصفها. ومضت تقول: «في ذلك اليوم وأثناء نزولي من مقر جريدة التحرير الواقع في شارع جانبي ضيق بحي الدقي، كان فلول المتظاهرين الإخوان المتفرقين من مظاهرة شارع التحرير عائدين إلى شارع محي الدين أبو العز. توجهت إلى سيارتي فإذا بامرأة منتقبة تلوح في وجهي بيدها صائحة (ألم تكوني أول من رفض حكم العسكر؟) فأجبتها (لو كان طنطاوي قد خاننا مرة فقد خاننا الإخوان ألف مرة). نصحني المارة بغلق نافذة السيارة والتحرك، ففعلت وإذا بالفلول المتفرقة من المظاهرة الآتين من الشوارع الجانبية ملوحين بعصبية بإشارة رابعة (الماسونية) يخبطون على السيارة بأيديهم، وشاب واحد وحيد يضع قناعًا طبيًا يحاول نهيهم. أخاطبه بود قائلة أنه طالما بقي فالعمر بقية، فإن مكانه ليس بين هؤلاء البرابرة المتوحشين. وإذ فجأة عينك ما تشوف إلا النور، الطوب ينهال على السيارة كالمطر محدثًا قرعًا عالي الصوت ليكسر الزجاج الأمامي، فأواجههم بابتسامة مشيرة إلى فعلتهم المشينة، فإذا بهم يمعنون في التكسير حتى يأتون على كل النوافذ، وتمتد أياد أخوان (مسلمين) داخل السيارة لتسرق ما تطوله، والطوب مستمر في استهدافي وأنا داخل السيارة، حاولوا فتح بابها من الخارج لكن عادة الإغلاق من الداخل بالمسوجر أنقذت حياتي. أي رعب هذا تعرض له قبلي عشرات المصريين داخل سياراتهم، ومنهم من كانت بجانبه زوجته وأطفاله»، على حد قولها. وأوضحت الإعلامية بثينة كامل، أنه «بعد تحطيم كل زجاج السيارة بدأوا بالتنشين عليَّ بالطوب ثم جذبي من شعري محاولين إخراجي، لكن تلك الحادثة وكل ما مر بالمصريين ذلك اليوم يترك نقطة مضيئة ألا وهي.. (إنه لا يزال وطننا فيه رجال مصريون يدافعون بشهامة عن امرأة وعن الشوارع والبيوت والسيارات والمارة، معرضين حياتهم للخطر علي أيدي هؤلاء)، منهم مصطفى، ذلك الشاب الصعيدي الذي حكى لي فيما بعد كيف تلقى ضرباتهم وهو يخلص شعري من أيديهم النجسة لإخراجي من السيارة، فأتمكن من الفرار في معجزة حقيقية لأحتمي بمطعم يمني يخبرني رواده وملاكه أنهم مستعدون للشهادة معي بكل ما حدث. ولولا وجود الشرطة بالمنطقة وفي نهاية الشارع لما تورع هؤلاء المجرمون عن اللحاق بي، ولكنت في خبر كان». وأشارت إلى أن «المؤلم حقًا أنك تجد من هم من لحمك ودمك لا يتورعون عن إيجاد المبررات لهؤلاء القتلة البرابرة المتوحشين بمقولة (أني دعوت للثلاثين من يوليو، وأني حشدت لتفويض الجيش والشرطة للقيام بدورهما في حماية الوطن من هؤلاء المنحطين)، فيصطنعون المبرر اللاعقلاني منزوع الضمير لإجرامهم وعنفهم المتنامي تجاه أهل مصر، مصر التي آوتهم فلم يتخذوها وطنًا بل مجرد سكن، ثم يستبيحون أهلها وأرضها وتاريخها وجوامعها وكنائسها وأديرة رهبانها»، على حد تعبيرها. «تلك الكلمات أوجهها إلى أختي الحبيبة والدة الأبناء الإخوانجية، تلك المرأة المحسنة التي لا تستطيع أن تعلن عن غضبها أمام أبنائها الذين يشاركون في حرق الوطن ولو بالسكوت والتبرير، وتتباكى على القتلى والجرحى من أبناء الوطن، ناسية أو متناسية أن الجماعة هي الفاعلة، فتتأسى على الاحتفال بالسادس من أكتوبر بالفن والغناء ولا تتألم للحظة على من هم من لحمها ودمها الذين يخرجون في مظاهرات مع قتلة وخونة يحملون السلاح ويروعون أهل مصر المحروسة في كتاب الله العزيز الحكيم. مصر المؤمنة الذي يتصور هؤلاء الصهاينة أنهم يمكنهم أن يعودوا لحكمها ولو لثانية. يظنون أنهم قادرين على هزيمة مصر وكسرها في يوم نصرها، هؤلاء الذين احتفلوا بالخامس من يونيو ذكرى الهزيمة، ثم ينزلون بالسلاح إلى الشوارع لقتلنا يوم السادس من أكتوبر العظيم»، بحسب ما جاء في صفحة الإعلامية بثينة كامل بموقع (فيسبوك). واختتمت بثينة كامل، رواية قصتها بقولها: «كلمتي الأخيرة لحكومة الببلاوي، ولا أقول الببلاوي التي تتكلم عن المصالحة وتتقاعس عن المحاسبة غير دارية بمعاناة المصريين اليومية مع هذه الجماعة الإرهابية، وكأنها حليف لهم، فلا يجد المصريون إلا أن يأخذوا حقهم بأيديهم من هؤلاء الآثمين.. وغدًا سينقلب عليكم أيها المرتعشون الفاشلون»، حسب قولها.