قال الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، إنه "شاهد ما جرى مثل كل الناس في 30 يونيو وكان يتوقع حشودا كبيرة، لكن الذى حدث كان هائلا، وكان نقطة فارقة في تاريخ مصر، فالشعب المصري خرج لأنه خاف على وسطيته، خاف على مستقبله، لم يشعر أن البلد بلده وهذا محرك يوم 30 يونيو، الناس نزلت نزولا غير مسبوق بعشرات الملايين، ووضعت من جديد القوات المسلحة أمام مسؤوليتها التاريخية إنفاذا للإرادة الشعبية. وأضاف السيسي، في الجزء الثاني من حواره مع صحيفة "المصري اليوم، اليوم الثلاثاء، إن "التوقعات لنسب المشاركة منها في تظاهرات30 يونيو أشارت لاحتمالات نزول ما بين 4 إلى 6 ملايين، والواقع كان مفاجأة كما شاهدناه بعد ذلك والذى بلغ في أقل تقديراته 14 مليونا وفى أعلى تقديراته 33 مليونا". وحول رد فعل الرئيس المعزول بعد المهلة، أشار وزير الدفاع إلى أنه "قبل أن أصدر بيان مهلة الأيام السبعة أطلعته على تفاصيله وكنت التقى معه على طول وهو لم يغضب من البيان وإنما كان متحفظا على رد الفعل، ولكن عند مهلة ال48 ساعة يوم أول يوليو أبدى استياءه وغضبه، وقلت له: أمامنا 48 ساعة نحل المسألة، لأن الناس نزلت يوم 30 يونيو بأعداد ضخمة جدا، وأنا كنت معه وقت إعلان هذه المهلة في أول يوليو". وتابع: "التقيت الدكتور سعد الكتاتني، وخيرت الشاطر واستمعت إليهما وبلا مبالغة استمر خيرت الشاطر يتحدث لمدة 45 دقيقة، ويتوعد بأعمال عنف وقتل من جانب جماعات إسلامية لا يستطيع هو ولا جماعة الإخوان السيطرة عليها، موجودة في سيناء وفى الوادي، وبعضها لا يعرفه جاءت من دول عربية، وأكد الشاطر أن هذه الجماعات في حال ترك الرئيس منصبه، فستنطلق لتضرب وتقتل، وأن أحدا لن يقدر على أن يسيطر عليها، وهذا معناه اقتتال شديد جداً". وأكد الفريق أول السيسي أنه "قبل أن يلقى الرئيس المعزول خطابه في مركز المؤتمرات يوم الأربعاء 26 يونيو، جلس معه من الحادية عشرة ظهرا إلى الواحدة بعد الظهر في نفس يوم إلقاء الخطاب، وقال لي: "الدكتور الكتاتني سيأتي وكل اللي انت بتقوله هنعمله"، وكانت هناك حلول كثيرة جدا، ولو كان أوجد صيغة تصالحية مع الناس، كان من الممكن أن تكون مخرجا مقبولا"، لافتا إلى أنه لم يلتق الرئيس السابق محمد مرسى بعد 3 يوليو، وإن آخر لقاء بينهما قبل بيان الجيش كان قبلها بيوم". وفي رده عن حقيقة وجود قائمة اعتقالات لعدد من قيادات الجيش والشخصيات العامة، كانت جاهزة للتنفيذ بعد الخطاب، قال وزير الدفاع، إن "هذا الموضوع نتركه للجان التحقيق وتقصى الحقائق، لكن الحالة التي كان عليها لا يتصور أحد معها أنه يقدر أن يفعل هذا. كانت هناك أزمة كبيرة جدا، ولم يكونوا يعرفون كيف يخرجون منها، وأتصور أنهم تركوا أنفسهم لتطورات الأزمة تجرفهم، وهذا تعبير عن يأس". وحول الهدف من دعوته للشعب يوم 24 يوليو، للنزول لتفويضه لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، أوضح أن "الهدف من الدعوة لم يكن يقتصر فقط على التفويض لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، بقدر ما كان دعوة للتأكيد أمام العالم على الإرادة الشعبية في التغيير، بعد ارتفاع الأصوات التي كانت تشكك في هذه الإرادة، وتسعى للحشد الخارجي ضدها تحت ذرائع الادعاء بالانقلاب العسكري".