أكد المستشار عدلي منصور، الرئيس المؤقت، أن القرار السياسي المصري مستقل تماما وهو يضع في اعتباره المصالح المصرية أولا وأخيرا، لافتا إلى أن من أهم مكتسبات ثورة 25 يناير، التي أكدت عليها ثورة 30 يونيو، أن الشعب المصري رافض تماما بأن يربط قرارات بلاده السياسية بأي عامل آخر، باستثناء مصالحه العليا، الحالية والمستقبلية. جاء ذلك في الجزء الأول لحواره الأول منذ توليه منصبه مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، اليوم الأحد، قائلًا: إنه "لا نية لتعديل خارطة الطريق، وأوشكنا على الانتهاء من وضع الدستور وفي خلال شهر كحد أقصى ستنتهي لجنة الخمسين من عملها وسيتم بعد ذلك طرح الدستور للاستفتاء عليه، وعلى الفور سأعلن بدء الانتخابات البرلمانية التي تستغرق ما بين شهرين وشهرين ونصف الشهر حتى نجري الانتخابات ثم الإعادة وبعدها النتيجة، كل المسائل اللوجستية تحتاج للتحضير مثل الجداول وغيرها، ونعمل فيها حاليا من خلال اللجنة الانتخابية، وبعد الانتخابات البرلمانية بشهرين أو ثلاثة نبدأ في الانتخابات الرئاسية". وأضاف منصور، "سنرى برلمانا مصريا أكثر تعبيرًا عن الشعب المصري في المرحلة المقبلة، هذا لا يعني أن الانتخابات البرلمانية السابقة التي شهدتها مصر كانت غير حرة لقد كانت انتخابات حرة بإشراف قضائي كامل، لكن الشعب المصري تمرس سياسيا طيلة 30 شهرا، وبات يدرك اليوم أن الشعارات التي كان البعض يتاجر بها لم تكن إلا خداعا". كما أشار الرئيس المؤقت، إلى أن "الأقباط في مصر مثلهم مثل المسلمين ، لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات الخاصة بأي مواطن، فالدولة المصرية الجديدة التي نؤسس لها تستند إلى مفهوم المواطنة في تعاملها مع الجميع والدولة المصرية حريصة على حماية حقوق كل مواطنيها ولا تتعامل أبدا من منطلق ديني فحرية الاعتقاد مكفولة للجميع". في سياق متصل، أكد المستشار عدلي منصور، أن "جماعة الإخوان المسلمين سعت منذ ثورة 30 يونيو إلى الاستقواء بالخارج، وهو نهج قوبل برفض كامل على المستويين الشعبي والرسمي، معربا عن اعتقاده بأن الرسالة وصلت إليهم أخيرا". وتابع: أن "جماعة الإخوان المسلمين بدأت في مراجعة حساباتها وتبين ذلك من خلال الاعتذارات الصادرة من بعض قياداتها للشعب المصري، لكن الشعب المصري يرى أن الاعتذارات غير كافية وأنه من الأهمية أن تقترن تلك الاعتذارات بتغيير في الممارسات على الأرض". وفيما يتعلق بحماس، قال الرئيس منصور، إن "القضية الفلسطينية في قلوب المصريين جميعا، أما إذا كان الموضوع يتعلق بالأمن القومي المصري فهو يسمو فوق كل اعتبار، وإذا تم تجاوزه فالرد سيكون شديدا". كما أوضح منصور، أنه فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية، أن "الولاياتالمتحدة منذ البداية كان موقفها متحفظا على ما حدث في مصر، وكانت لها حسابات معينة، لكنني أظن الآن أنها أكثر تفهما لما حدث في مصر، وهذا ما انعكس في خطاب الرئيس باراك أوباما أخيرا".