فى ثانى أيام التشغيل الجزئى لحركة القطارات بالإسكندرية، اليوم الأحد، بعد توقف دام 46 يوما، تصاعدت شكاوى الركاب من الأزمات التى تعانى منها القطارات، خاصة من ضعف التأمين، رغم تأكيدات أجهزة الأمن بتكثيف الوجود الأمنى وخبراء المفرقعات والكلاب البوليسية فى المحطات والقطارات، تحسبا لأى محاولة لارتكاب عمليات إرهابية. «الشروق» رصدت غضب المواطنين داخل القطار رقم 14، فى رحلته من محطة سيدى جابر بالإسكندرية، التى تحرك منها فى الساعة الحادية عشرة صباحا، وصولا إلى محطة بنها، حيث تحرك قطار الدرجة الثالثة العادية متأخرا عن موعده بنحو 15 دقيقة، ولم يتعد عدد الركاب نسبة ال20% من طاقته. منذ الساعات الأولى للصباح، كانت مشاعر الترقب هى الأبرز على وجوه ركاب محطة سيدى جابر، نظرا لقلة عدد القطارات، وتباعد أوقات قيامها، ما دفعهم إلى المطالبة بالبدء فى التشغيل الكامل لها، وعدم الاكتفاء بالتشغيل الجزئى، وما بين انتظار القطارات والمخاوف الأمنية المحيطة بتحركها، لم تنقطع الأحاديث الجانبية بين المنتظرين حول «السياسة»، وظهر بوضوح الانقسام بين مؤيدى «الإخوان» ومعارضيهم. واستنكر الركاب ما اعتبروه «غيابا أمنيا» داخل المحطة، رغم إعلان أجهزة الأمن عن توفير كلاب بوليسية وأجهزة للكشف عن المفرقعات، بالإضافة لعدم وجود جدية فى تفتيش الحقائب، وزاد من صعوبة الرحلة تكدس الركاب أمام الجدول الجديد لمواعيد القطارات، نظرا لقلة عددها، وتباعد مواعيد تحركها، كما ظهرت علامات الإحباط على وجوه البعض ممن لم يجدوا مواعيد مناسبة لسفرهم، فتوجهوا للبحث عن وسائل نقل بديلة. وغاب سماسرة التذاكر من أمام المحطات، نظرا لضعف الإقبال على القطارات، وعدم وجود حجوزات فى القطارات العادية، حيث اقتصر قرار التشغيل الجزئى لحركة القطارات على المميزة منها، دون أن تبدأ تشغيل المكيفة، لأسباب أمنية. كما أثارت الحالة السيئة للقطارات، وتهالكها، وعدم وجود أبواب أو شبابيك أو كراسى مريحة، استياء الركاب، بالإضافة إلى الوقوف المتكرر للقطار، حيث توقف عقب تحركه ب10 دقائق فقط، بينما انتشر الباعة الجائلون بشكل مكثف داخل القطار، مع إصرار من جانبهم على البيع للركاب بأى طريقة، فى محاولة لتعويض خسائر فترة توقف القطارات، مرددين «قصدنا بابك يا رب.. عوض خسائرنا يا كريم».