بدء العمل بخدمة البث الرقمى فى محافظات القاهرة الكبرى»، عبارة تمر عبر شريط الاخبار على القنوات المصرية الأرضية منذ أكثر من شهر، دون شرح للمشاهد. «العمل بالنظام الرقمى أو ديجيتال يتيح للمشاهد صورة أفضل وأنقى، وكمان بيوفر للدولة»، بتعبير أحد العاملين بقطاع الهندسة الاذاعية، وهو يشرح مزايا النظام الجديد. المهندس المختص طلب عدم ذكر اسمه، لأن اللوائح تمنع العاملين من التعامل مع الصحافة، إلا بعد الحصول على إذن من الوزير، وهو ما يستغرق وقتا طويلا. «نحن نعمل الآن بالنظام التناظرى أو أنالوج» كما يقول المهندس. الفرق بين النظام القديم والجديد، «أن حيز التردد الواحد فى الأنالوج يحمل قناة واحدة، أما فى الرقمى، ديجتال، فيحمل حيز التردد أكثر من قناة تليفزيونية أو اذاعية، أو قد يسمح للدولة باستخدام ما تبقى من الحيز فى استثمارات فى قطاع الاتصالات أو غيرها، ممكن يجيب للدولة فلوس». العمل بالنظام الرقمى «ديجيتال» بدأ فى القاهرة الكبرى، والمرحلة القادمة ستكون فى الاسكندرية». طبقا لبيان وزارة الاعلام، فإن القنوات التى ستبث بالنظام الرقمى هى الأولى، الثانية، القاهرة، نايل سينما، نايل دراما، النيل للمنوعات، نايل كوميدى، النيل للرياضة، النيل للأخبار، Nile TV . استقبال نظام البث الأرضى الرقمى الجديد ليس صعبا، «ممكن تركيب هوائى صغير يعمل على تردد UHF، وتوصيله بواسطة كابل إلى وحدات استقبال رقمى set top box يسميه البعض الصندوق الأسود، وتوصيلها على أجهزة التليفزيون المنزلية العادية، أو التوصيل مباشرة بالتليفزيونات ذات التقنية الحديثة LCD – LED، المعدة لاستقبال البث التليفزيونى الرقمى، والمتوفرة بالأسواق المصرية. ولأن ميزانية الأسرة المصرية قد لا تتحمل أعباء جديدة، «هيفضل النظام الرقمى يعمل بجانب النظام التناظرى لحين انتهاء المشروع وتحسن الأحوال الاقتصادية». العمل فى مشروع البث الرقمى بدأ من قبل ثورة 25 يناير كما يقول المهندس، «لكن الاضرابات السياسية اخرت عملنا ونأمل ان ينتهى المشروع فى 2015». فوائد البث التناظرى كثيرة، كما يشرح المهندس، ومصر ثالث دولة عربية تنشر البث الرقمى، الذى بدأته المغرب فى 2007. أما الدول الأوروبية وأمريكا فقد انتهت من ادخال البث الرقمى، «بل هناك عروض لتشجيع المواطنين على شراء الأجهزة الجديدة». فى الاتحاد الاوروبى تم اعفاء اجهزة الصندوق الأسود من الجمارك، وفى امريكا وزعت كوبونات خصومات لتشجيع المواطنين على شراء أجهزة جديدة. وفى الملف الذى أعده المهندس مجموعة من الحلول تساعد على انتشار البث الرقمى، منها، «دعوة الشركات المصرية ذات الصلة بتصنيع أجهزة التوافق الرقمية، وتوفيرها بالسوق المصرية بسعر أقل».