لا يزال الجدل حول أغنية «تسلم الأيادى» قائما رغم مرور ما يقرب من شهرين على طرحها، فمنذ أيام قليلة تحدثت بعض المواقع عن أن تلك الأغنية، التى كتبها ولحنها مصطفى كامل، وشارك فى غنائها إلى جانب مجموعة من المطربين منهم غادة رجب وسمير الإسكندرانى وخالد عجاج وحكيم، تم سرقة أجزاء منها من أغنية تحمل نفس الاسم للمطرب محمد الحلو. ودللت تلك المواقع على صحة ما ذكرته بنشر مقطع للأغنية التى أداها بصوته محمد الحلو حتى يقطعوا الطريق على من يحاول الدفاع عن الأغنية التى أثارت ضجة كبيرة منذ عرضها على القنوات التليفزيونية واستخدمت فى كافة المناسبات بما فيها الأفراح والموالد للتعبير عن فرحة الناس بثورة الشعب فى 30 يونيو. كما أن الأغنية تسببت فى مشاكل ومشاجرات كثيرة بين مؤيدى ومعارضى جماعة الاخوان، ويبدو أن الجدل حول هذه الأغنية سيستمر كثيرا، ربما لأن البعض يراها أقل فنيا من تلك الحالة التى أحدثتها فى الشارع المصرى، والبعض الآخر يرى أنها تدافع عن الجيش بشكل مبالغ فيه. لكن بعيدا عن هذا وذاك بقى السؤال حول حقيقة ما أشيع عن سرقة الأغنية وهل هو فى إطار الحملة المضادة لها، ومدى علاقة المطرب محمد الحلو بالأغنية ولماذا صمت كل هذه الفترة ولم يعلق رغم مرور أكثر من شهرين على طرحها فى الفضائيات؟ أسئلة كثيرة توجهنا بها الى المطرب محمد الحلو. فى البداية يقول المطرب الكبير محمد الحلو بالفعل بعد ثورة 25 يناير2011 قمت بأداء أغنية بعنوان «تسلم الأيادى ويسلم جيش بلادى» كلمات سامح الرازقى وألحان محمد الطوخى، وعرضت حينها على بعض الفضائيات منها on tv إلى أن فوجئت بأغنية من كلمات وألحان مصطفى كامل تحمل نفس الاسم. وعن أسباب صمته طوال الفترة الماضية وعدم إعلان ذلك قال الحلو: أولا لست السبب فى الضجة المثارة حاليا ولم أكن طرفا فيها بدليل أننى لم أطرح الموضوع إعلاميا إلى الآن حتى يلومنى أحد على صمتى.. أنا فوجئت مثل الكثيرين بالمواقع تعرض الأغنية وهذا الخبر وبالتالى لم أعلق، ثم إن نجاح الأغنية وارتباط الناس بها وصداقتى للمشاركين فيها يجعلنى أرفض مجرد الاقتراب منها، بالعكس أنا استمتعت بها كما استمتع بها المصريون. وحول انتشار أغنية مصطفى كامل وعدم انتشار أغنيته بنفس القدر أضاف: ربما الأجواء المحيطة بالعمل هى السبب.. فأغنية مصطفى جاءت فى وقت كان كل الشعب ملتفا فيه حول الجيش ووجد فيه المنقذ، لذلك انتشرت، بينما فى الوقت الذى طرحت فيه أغنيتى كانت الأجواء السياسية مشابهه لأن الجيش انحاز للشعب، لكن كانت هناك نغمة أخرى نشاز فى الشارع ضد المجلس العسكرى، ولذلك لم تكن الفضائيات تعرضها بالشكل الذى يؤدى لانتشارها. والأغنية الآن على المواقع من يريد الاستماع اليها فليفعل أو يريد الاستماع الى أغنية مصطفى فليفعل، وكما قلت أنا سعيد أن مثل هذه الأغنية فى رصيدى الفنى وأحد أعمالى وسعيد أيضا بنجاح أغنية مصطفى وهنا لابد أن أوضح أن التشابه فى أجزاء من المذهب وليس العمل كله كما أن اللحن مختلف عن لحن مصطفى. ومضى الحلو قائلا: تربطنى علاقة طيبة بكل الوسط الموسيقى بمن فيهم مصطفى كامل ولم أكن أريد أن أفسد الفرحة بالأغنية، وفرحة الناس عندى أهم من البحث عن حقى فى الأغنية، كما أنه لم يكن هناك أى اتصال بينى وبين كامل بعد انتشار خبر الاقتباس لأن كلا منا انشغل. وعن مشاركته بعمل جديد عن ثورة 30 يونيو وما تبعها من أحداث، أوضح الحلو: بالفعل انتهيت من أغنية تقول كلماتها: (ملعونة الايد اللى بتهدم وتخرب فيها، ملعون القلب اللى بيأسى.. وماخفش عليها، ملعون اللى بيحنى ف راسها، واللى كارهها وكاره ناسها، احميها يارب انت حارسها، وانت اللى هتقدر تحميها). والأغنية كلمات سامح الرازقى وألحان أمير عبد المجيد وسوف أقوم بإعادة تصويرها مرة أخرى لأن التصور الأول لم يعجبنى، وهى أغنية اوجهها لكل يد تحاول أن تخرب هذا الوطن. وأنهى الحلو كلامه ل«الشروق» قائلا: إن الفن الآن جاء دوره كى يناضل ويكافح من أجل هذا الوطن كما كان يحدث من قبل، فهو لم يخلق للتسلية فقط، بل للنضال أيضا وعلينا أن نعود جميعا الى أعمال الشيخ سيد درويش الذى كافح المستعمر بالغناء، ولن ننسى لعبدالوهاب وأم كلثوم أعمالهم عن قضايا الوطن العربى كله وليس مصر فقط