قال وزير المالية أحمد جلال، يوم الأحد، إن مصر ستبدأ خلال أسابيع في سداد الديون المستحقة لشركات النفط الأجنبية، وإنها تبحث حاليًا جدولة الديون في مقابل استثمار الشركات في التنقيب وزيادة إنتاجها من حقول النفط والغاز في مصر. وفي مقابلة مع رويترز، قال الوزير: "الحكومة في سبيلها إلى التعامل مع ملف الديون المستحقة للشركاء الأجانب في قطاع البترول.. يتم النظر في جدولة المديونية مقابل استثمار الشركات في التنقيب وزيادة الإنتاج.. وهذا مفيد للطرفين". ولم يعلن "جلال" موعدًا محددًا لبدء سداد المستحقات، مكتفيًا بالقول إن السداد سيبدأ "خلال أسابيع". وكان رئيس الوزراء حازم الببلاوي، قال في مقابلة صحفية يوم الخميس الماضي، إن مصر تقترب من الاتفاق على جدول زمني لتسديد ديون قيمتها 6 مليارات دولار، مستحقة لشركات نفط أجنبية. وقال وزير المالية: "مازلنا نعمل على بحث إعادة الجدولة.. هناك تصورات وبدائل مختلفة ولكن لم نصل إلى البديل النهائي". وعزا ذلك إلى أن مصر ترغب في التأكد من حل المشكلة "من جذورها وليس وقتيًا، وهذا قد يتطلب إعادة هيكلة قطاع البترول وبدائل استخدام الطاقة". وتكافح مصر لسداد فواتير الطاقة المتزايدة بسبب الدعم الكبير لمنتجات الطاقة في البلد الذي يقطنه أكثر من 84 مليون نسمة. وقال جلال: "لا نريد تعليق التعامل مع الشريك الأجنبي إلى أن نحل كل المشاكل، وإنما نريد أن يكون لدينا تصور لقطاع الطاقة مستقبليًا ويكون ما نفعله جزءًا من الحل الأطول أجلاً". وقال الوزير، إنه يلتقي بشكل منتظم مع وزير البترول ومحافظ البنك المركزي؛ لبحث سبل توفير الأموال وربط المدفوعات ببرنامج طويل الأجل يشجع على الطاقة البديلة وعلى رسم استراتيجية لضبط الدعم. وأوضح جلال، أن هذه الجهود قد تشمل في النهاية إعادة هيكلة قطاع البترول في مصر. وقال ياسر صبحي المسؤول في الوزارة، في تصريح يوم الأحد، إن الدعم كلف ميزانية الدولة 120 مليار جنيه في العام المالي المنتهي في 30 يونيو. وأضاف أنه من المفترض أن يقل المبلغ إلى 100 مليار فقط هذا العام، بعد تطبيق نظام لتوزيع الوقود المدعم بالبطاقات الذكية، يتوقع أن يبدأ في الأسابيع المقبلة. وكشفت بيانات مالية، أن مصر مدينة لشركات منها (بي.بي) و(بي.جي جروب)، و(إديسون) و(ترانس جلوب) بأكثر من 5.2 مليار دولار حتى نهاية 2012.