واجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم الاثنين، انتقادات عنيفة على قوله إن الضربات العسكرية الأمريكية المحتملة ضد سوريا ستكون "صغيرة إلى درجة لا تصدق". وجاءت تلك التصريحات في نهاية حملة دبلوماسية كثيفة قام بها كيري في أوروبا لحشد الدعم لضربة عسكرية أمريكية ضد النظام السوري الذي تتهمه واشنطن بشن هجوم بأسلحة كيميائية على مدنيين سوريين في ريف دمشق في 21 أغسطس. وقال كيري في مؤتمر صحفي في لندن، عقب محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيج "نحن لن نخوض حربا. ولن نخاطر بحياة الناس بهذه الطريقة". وتحاول واشنطن إقناع حلفائها بضرورة محاسبة الرئيس السوري بشار الأسد على استخدامه المفترض للأسلحة الكيميائية. وقدم كيري تطمينات بأن أي عمل عسكري أمريكي سيكون "محدودا للغاية، ومحددا جدا، وقصير الأمد جدا يضعف قدراته (الأسد) على إطلاق أسلحة كيميائية، ولكن دون الدخول في الحرب الأهلية في سوريا"، وقال في لندن "هذا بالضبط ما نتحدث عنه-مجهود (حربي) صغير ومحدود إلى درجة لا تصدق". لكن أعضاء الكونجرس الأمريكي الذي من المقرر أن يبدأ نقاشا حول إعطاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما الضوء الأخضر لشن ضربات عسكرية ضد دمشق، انتقدوا كيري. وقال السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين، صديق كيري والمؤيد لخطة إدارة أوباما بشأن الضربات العسكرية، في تغريدة على تويتر، إن تلك التصريحات "لا تساعد مطلقا". ويحاول ماكين حشد دعم الجمهوريين لضرب سوريا، فيما يواجه البيت الأبيض صعوبة في الحصول على دعم الكونجرس وخصوصا مجلس النواب. وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك روجرز الذي يؤيد خطة أوباما بضرب سوريا، تعليقا على تصريحات كيري "لا أفهم ما يعنيه". لكن مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف قالت إن كيري سعى من تصريحه ذلك إلى تبديد المخاوف من أن الولاياتالمتحدة تستعد لعمل عسكري واسع. وذكرت في رسالة إلكترونية أن "كيري كان يرد على أي مخاوف من عملية عسكرية واسعة تشارك فيها قوات برية، مثلما حدث في العراق أو أفغانستان".