أعلن البنك المركزى المصرى أمس عن طرح عطاء استثنائى بقيمة 1.3 مليار دولار، لمواجهة الطلبات القائمة لدى البنوك لتمويل استيراد السلع الاستراتيجية، وبالرغم من أن العطاء هو الأعلى مقارنة بالعطاءات المماثلة التى طرحها البنك خلال العام الجارى إلا أن مراقبين يرون أن هذا التوجه لا يرجع لوجود أزمة فى النقد الأجنبى ولكن للحفاظ على استقرار العملة المحلية فى مواجهة نظيرتها الأمريكية. ويستهدف العطاء الاستثنائى للمركزى تمويل عمليات استيراد سلع أساسية تشتمل على القمح واللحوم، بالإضافة إلى قطع غيار وأدوات إنتاج السلع الرأسمالية والسلع الوسيطة والأدوية. «أزمة تدبير العملة للمستوردين انحسرت بشكل كبير بعد الثلاثين من يونيو، وفتح الاعتماد المستندى لاستيراد السلع الغذائية أصبح يتم فى أقل من ثلاثة أيام، أعتقد أن خطوة المركزى هدفها تحقيق المزيد من هذا الاستقرار»، كما يقول أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية. وبلغ سعر بيع الدولار الرسمى أمس 6.94جنيها منخفضا 7 قروش عن مستواه أمس الأول، «العملة الآن متوافرة وسعرها فى السوق السوداء لا يزيد كثيرا عن السعر الرسمى»، كما يقول على الحريرى، نائب رئيس شعبة الصرافة بغرفة القاهرة التجارية. كان المركزى قد بدأ فى سياسات طرح عطاءات دورية لبيع العملة الأمريكية للبنوك فى نهاية العام السابق، فى ظل أزمة نقص للإيرادات الأجنبية ناتجة عن ضعف أنشطة كالاستثمارات الأجنبية والسياحة، وهو ما تزامن مع انخفاض سعر الجنيه فى مواجهة الدولار متأثرا بتراجع احتياطات النقد الأجنبية، وخلال 2013 طرح المركزى عطاءين استثنائيين بلغ الأول 600 مليون دولار فى ابريل و800 مليون دولار فى مايو الماضى. «قرار المركزى لطرح العطاءات قد يرتبط برؤيته لحركة التدفقات النقدية خلال الفترة المقبلة ومحاولة تجنب أية مشكلات قد تؤثر على سوق العملة»، كما يقول هانى جنينة، محلل الاقتصاد الكلى ببنك الاستثمار فاروس. ويشير جنينة إلى أن المركزى قد يكون اتخذ خطوة طرح عطاء ال1.3 مليار دولار، للاستفادة من تدفق المساعدات الخليجية فى دعم حركة التجارة «لقد رفعت المساعدات الخليجية الاحتياطى إلى 18.9 مليار دولار ومن الطبيعى أن نسعى للاستفادة منها فهذه هى وظيفة الاحتياطى، كما أن هناك مساعدات خليجية جديدة قادمة فى الطريق». كانت السعودية والكويت والإمارات قد تعهدت بتقديم مساعدات بقيمة 12 مليار دولار للسلطة المؤقتة فى مصر بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى.