بين شطحات خيال في الغرب وموسم جوائز الدولة في مصر، لن يتوقف الجدل حول الجوائز الأدبية والثقافية سواء في الغرب أو في الشرق. ومع استمرار الانتقادات في مصر لمعايير الترشيح والفوز بجوائز الدولة، بدا مؤكدا أن هذه الجوائز تنطوي على أكثر من مشكلة، كما يبدو واضحا أن الجوائز الثقافية مشكلة عالمية وليست مصرية فحسب، بل إنها باتت تلهم مبدعين بأعمال لا تخلو من "الكوميديا السوداء". وفي عمل إبداعي جديد، صدر بعنوان "الببغاوات" يتناول الكاتب الإيطالي فيلبيو بولونا، ما تصفه صحيفة الجارديان البريطانية "بالعالم القاتم للجوائز الأدبية". والقصة التي ترجمت للإنجليزية هي الثانية لهذا القاص الإيطالي الشاب الذي تمكن من فرض اسمه في الحياة الأدبية والثقافية لبلاده والغرب بأسلوبه الساخر. ولئن كان بعض رجال الأعمال قد اتجهوا لتمويل جوائز أدبية وثقافية في مصر والعالم العربي، قد تتجاوز قيمتها المادية القيمة المادية للجوائز الرسمية فإن الظاهرة غربية بامتياز حيث يحرص رجال الأعمال هناك منذ وقت أبعد لتمويل جوائز ثقافية لا تخلو من أغراض ترويجية متصلة بعالم السوق. وتلك المسألة تشكل محور العمل الإبداعي الجديد للإيطالي فيلبيو بولونا، الذي ذهب بخياله إلى وجود صلة ما بين جوائز ثقافية يمولها رجال أعمال في بلاده وعالم المافيا والجريمة المنظمة، والطريف أن بولونا فازت قصته الأولى "كيف خسرت الحرب؟" بجائزة "ستريجا" الأدبية في عام 2009. وها هو في قصته الثانية "الببغاوات" يتحدث عن المكائد والمؤامرات والتلاعب بالأصوات في منح الجوائز الأدبية وبطريقته الساخرة يقدم "مشاهد مضحكة مبكية" لشخصيات من اجيال مختلفة في عالم الكتابة تتصارع للفوز بالجوائز ذات القيمة المادية الكبيرة التي يمولها رجال أعمال.