هل معقول، أو من الممكن، أن تكون الصورة أجمل، وأكثر إنسانية، من الأصل؟.. ممكن، ومعقول جدا، دليلى على هذا يتمثل فى «النيولوك» الذى ظهر به، أخيرا، صفوت حجازى، والذى بدا به أنيقا، ودودا، أهلا للثقة.. وبعيدا عن السياسة، أو أى تعليقات على مواقف الرجل، قبل وبعد القبض عليه، مما يوقع المرء فى شبهة التشفى المقيت، ربما من الملائم، والمثير للاهتمام، تأمل تلك الموهبة التى لا شك فيها، سواء عند صفوت حجازى نفسه، أو عند آخرين، تجلت فى لمسات الماكياج الطبيعى للوجه، والاختيار النموذجى للملابس، على نحو لا يتأتى إلا لفنانين، من طراز ملك الماكياج، عشوب، والأميرات فى مجال «الستايلت»، مثل ناهد نصر الله فى عالم الأطياف، وفايزة نوار فى دنيا المسرح. الرونق الجديد لوجه صفوت استبعد النظارة الملازمة له، وانتزع الشعيرات المتوافرة بين الحاجبين، مما جعل العينين أكثر وضوحا، وبينما كانت لحية الرجل لا هى محلوقة ولا هى متروكة على سجيتها، يختلط بياضها الكثير على سوادها القليل، أصبحت سكسوكة أنيقة، مشذبة، يرتفع طرفاها، يتواصلان مع الشارب العريض تحت الأنف. السكسوكة مع الشارب أقرب لبرواز يحيط بالفم، حاملا شفتين مضمومتين، ليس فى تحد، ولكن فى مشروع ابتسامة لم تكتمل.. الصدغان لامعان، لا أثر فيهما لشعرة واحدة. إنهما خارجتان حالا من تحت موس الحلاقة. الوجه، بهذه الطلة، يخلو من الضيق والكدر، بلا تجاعيد، يبدو أصغر سنا، وأقل توترا للأعصاب، إذا قورن بما كان علي. أما عن الملابس، فإن المرء لا يسعه إلا الإعجاب بمن اختارها، ولعل نور الشريف أو خالد صالح أو خالد الصاوى، أو غيرهم، من المهتمين بالتفاصيل، أن يدرسوها، وبالتأكيد سيستوعبونها، ليطلعونا بها، فى أعمال ما.. هنا، جلباب طويل، ناصع البياض، بالغ النظافة، لا علاقة له بالجلباب القصير، المترب غالبا، الذى يرتديه قطاع من أناس يعتقدون أنه اللباس الشرعى..جلباب صفوت له نصف ياقة، محلى بزرارين فضيين. الجلباب، كأن المكواة مرت عليه حالا، من دون كرمشات.. حول العنق، شال حرير، ناعم وطرى، ينسدل طرفاه على الصدر. الجلباب بياقته النصف، والشال، يوحى بأنه لمعلم كبير، تاجر ثرى فى وكالة البلح، كلمته واحدة، فى طريقة لعقد صفقة، أو صاحب «قول» عربات نقل، يجيد التعامل مع سائقى سيارات، بالتى هى أحسن غالبا، والتى هى أوحش إذا دعت الضرورة. أو يملك شادر فاكهة فى سوق الخضار، ذاهب لشراء منتجات جنينة مانجو أو برتقال. اللمسة الصغيرة، وهى الأهم، تتمثل فى الطاقية الموضوعة على الرأس. بيضاء، مشغولة بإبرة خبير أو خبيرة، ذات زخارف متجاورة بمهارة، تتمشى وتتسق مع الجلباب والشال. تستكمل الطلعة البهية، فضلا عن كونها تغطى الصلعة تماما، فلا يمكن أن تعرف ما تحتها. شعر أم لحم، وتعمد صاحبها أن تصل حافتها إلى الثلث العلوى من القورة.. ترى، لو تراءى لصفوت حجازى، فيما مضى، ذلك «اللوك» الجديد، فماذا كان سيختار: الأصل أم الصورة