صدر حدثياً عن المركز القومي للترجمة، النسخة العربية من كتاب "إصلاحي في جامعة الأزهر" أعمال مصطفى المراغي وفكره، الكتاب من تأليف فرنسين كوستيه-تارديو، ومن ترجمة عاصم عبد ربه حسين. من خلال 406 صفحة، تستعرض مؤلفة الكتاب، معلومات هامة حول تاريخ الشيخ المراغي ومؤلفاته، متناولة بالتحليل المنطقي المحايد، المواقف التي اتخذها الشيخ حيال ما واجهه في حياته بشقيها السياسي والديني، والذي شكل التداخل بينهما علامة فارقة ميزت الرجل عن أقرانه من رجال الاصلاح؛ حيث لم تترك وثيقة ولا رواية دون تحقيق, مؤكدة في تحليلها إنتمائه لتيار الإصلاح الذي يمثله محمد عبده. والمؤلفة فرنسين كوستيه – تارديو، هي استاذة بالمعهد الوطني للغات والحضارة الشرقية بفرنسا، متخصصة في الدراسات العربية، ساهمت في تحرير كتاب"مناقشات فكرية في الشرق الأوسط خلال الفترة ما بين الحربين", كما شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات والحلقات السياسية . ومصطفى المراغى هو محمد بن مصطفى بن محمد بن عبد المنعم المراغي نسبة إلى مركز المراغة، محافظة سوهاج بصعيد مصر. ولد في9 مارس سنة 1881م. وهو من الاشراف الحسينيين—نسب بيت القاضى - السادة الاشراف الحسينيين - بالمراغة—من مشاهير السادة الحسينيين بمحافظة سوهاج مركز المراغة عائلة القاضى منهم شيخ الإسلام الشهير الامام الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الازهر سابقا. وجهه والده ، إلى حفظ القرآن، ولقنه نصيبا من المعارف العامة ولنجابته بعث به والده لطلب العلم في الأزهر -بالقاهرة- فتلقى العلم علي كوكبة من علمائه وتأثر بأصحاب التيار المجدد. اتصل بالشيخ محمد عبده وكانت النقلة النوعية التي حددت مكانته العلمية، ومستقبله في مدرسة الإحياء والتجديد وقد صار بعد ذلك أحد أهم أعلام مصر والعالم الإسلامي وأحد أهم من شكلوا قوانينها ومسارها التشريعى والفقهى والوطني الإمام المراغى.. ويعد المراغى ضمير مصر ومؤسس الأزهر الحديث إن كان معروفا أن مؤسس الجامع الأزهر هو القائد جوهر الصقلى في القرن الرابع الهجرى، فإنه من الواجب أن يعرف العالم كله إن الإمام محمد مصطفى المراغى هو المؤسس الثاني لهذا الجامع لما سنه من قوانين أحدثت طفرة في حياة الأزهر، ولما بذل من مجهودات خارقة ليتبوأ الأزهر مكانته التي نفتخر بها الآن، وإن كان بعض الناس يلومون الإمام الكبير من باب المحبة على قلة كتبه، فحسبه أنه بسياسته الإصلاحية الواعية ومواقفه الإسلامية الوطنية الكبيرة، ومنهجه العقلى والروحى الملتزم بتعاليم كتاب الله وسنة رسوله الكريم قد أنتج عشرات، بل إن شئت قل مئات من الموسوعات والكتب والبحوث منتشرة في عقول أبنائه في مصر والعالم العربى والإسلامي، دون أن ينقص ذلك من أهمية كتبه وأبحاثه القليلة عددا والكبيرة قيمة وتأثيرا.