حذر أحمد بلال وزير الإعلام والثقافة السوداني والناطق باسم الحكومة في حوار مع بي بي سي من أن ارتفاع منسوب المياه في نهر النيل واقترابه من مستوى سبعة عشر مترأ، يهدد بوقوع فيضان كبير يغمر العديد من القرى في السودان، ولن تستطيع إمكانات الدولة مواكبته. وكان أكثر من 20 شخصا قد لقوا حتفهم وجرح نحو 246 شخصا في منطقة الخرطوم في الفيضانات التي ضربت السودان منذ مطلع أغسطس، حسب وكالة الأنباء السودانية. وقدرت الأممالمتحدة عدد المتضررين من هذه الفيضانات في السودان بأكثر من 150 ألف شخص، محذرة أن هذا العدد قابل للازدياد. وكانت إذاعة أم درمان الرسمية قالت إن 36 شخصا قتلوا بسبب الفيضانات في ولاية نهر النيل شمال العاصمة السودانية الخرطوم. وشدد الوزير السوداني على أن إمكانيات الدولة لا تسمح بمواكبة ما يجري بعد تضرر ثماني ولايات بالفيضانات حتى الآن. وأشار إلى أن المشكلة الرئيسية التي تواجه السلطات حالياً هي عدم وجود خيام ومجمعات كافية لإيواء المتضررين. أمطار غير مسبوقة وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة أن أكثر من نصف هؤلاء المتضررين، وهم نحو 84 ألف شخص، في العاصمة السودانية الخرطوم. وعزا بلال هذه الفيضانات إلى انهمار غير مسبوق للأمطار في السودان لم يحدث منذ ثلاثين أو أربعين عاماً، مشيرا ألى أن منسوب مياه الأمطار في الخرطوم وحدها وصل إلى مائة وخمسين ملليمتراً في المرة الواحدة. وحول الانتقادات للحكومة بالتقصير في جهود الإغاثة، قال وزير الإعلام السوداني إن الحكومة تواصل مجهوداتها وتستعين بالطائرات للإغاثة، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في أن السيول تأتي من الأعالي وتصب في مجرى الوديان، وأن معظم السكان رغم التحذيرات يبنون منازلهم في مناطق المجاري الطبيعية وقد أعاق ذلك جهود الإغاثة وتسبب في هدم البيوت. ويقول غازي الشاذلي المنسق بحملة "نفير" لمساعدة منكوبي السيول في السودان، إن هناك ما يقرب من خمسمائة شخص محاصرون في مناطق بشمال شرق السودان، توفي نحو 28 منهم اثناء محاولتهم الخروج حصار الفيضان، مضيفا "قدمنا بلاغات للحكومة لكن لم نتلق ردا". كما اكدت الحملة، وهي مبادرة لمجموعة من الشباب المتطوعين في السودان، أنها وجدت نحو 150 عائلة عالقة في منطقة النزيلة القريبة من الخرطوم. وتعد تلك الفيضانات من أسوأ الفيضانات التي شهدتها العاصمة السودانية منذ سنوات، وكان العام الماضي شهد وقوع فيضانات في مناطق ريفية في السودان في شهر يونيو/حزيران،وتشرين الأول اكتوبر أوقعت اضرارا طالت نحو 270 ألف شخص وأكثر من 26 ألف منزل.