استمرارا لمسلسل التخبط الأمريكى فى التعامل مع تطورات الأزمة السياسية بمصر، تنصل كل من البيت الأبيض ووزارة الخارجية فى واشنطن من تصريحات السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسى جراهام التى أدليا بها فى القاهرة أمس الأول. وكان السيناتور جراهام قد ذكر فى حديث تليفزيونى قبل السفر لمصر أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما طلب منهما السفر إلى مصر للاجتماع مع قادتها العسكريين والمعارضة لدراسة كيفية الرد على الاحتجاجات التى تعصف بأكبر بلد عربى. وأبلغ جراهام الصحفيين خارج مجلس الشيوخ «الرئيس اتصل بنا وأنا قلت بوضوح إنه يسعدنى أن أذهب.. نريد أنه ننقل رسالة موحدة بأن قتل المعارضة يصبح أكثر فأكثر مثل انقلاب»، وتشجيع العسكريين للتحرك قدما نحو إجراء انتخابات. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى إن السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسى جراهام يمثلان نفسيهما ومجلسى الشيوخ والنواب خلال زيارتهما الحالية لمصر، وليسا وسيطين من قبل الرئيس باراك أوباما أو الإدارة الأمريكية. وذكر كارنى خلال المؤتمر الصحفى للبيت الأبيض عصر أمس الأول «لا علم لدى أنهما وسيطان.. أعتقد أنهما يمثلان مجلس الشيوخ والكونجرس.. إنهما زعيمان فى مجلس الشيوخ، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للحزب الجمهورى بشكل خاص، ولكن من المؤكد أنهما قد أجريا محادثة مع الرئيس أوباما ومع آخرين فى فريق الأمن القومى للرئيس». وأضاف كارنى «نائب وزير الخارجية وليام بيرنز يمثل الإدارة فى القاهرة منذ عدة أيام وخلال زياراته السابقة هناك.. السيناتور جراهام والسيناتور ماكين يمثلان نفسيهما ومجلس الشيوخ والكونجرس الأمريكى. ولكننا نركز جميعا على الوضع المتقلب جدا فى مصر، ولا شك أننا نجرى مشاورات منتظمة مع أعضاء فى الكونجرس، وخاصة أعضاء مثل السيناتور جراهام والسيناتور ماكين، اللذين لديهما اهتمام خاص بمصر والمنطقة». أما وزارة الخارجية فقد ذكرت على لسان جينيفر ساكى المتحدثة الرسمى باسم الوزارة «أن توصيف كل من جون ماكين، وليندسى جراهام، لما ما حدث بمصر يوم 30 يونيو، جاء فى إطار التعبير عن رأيهما الخاص، مثلهما مثل أى أعضاء آخرين بمجلس الشيوخ». وكان عضوا مجلس الشيوخ البارزان قد ذكرا فى القاهرة أن عزل الرئيس المصرى محمد مرسى هو انقلاب. وأثار هذا الموقف غضبا شديدا لدى الحكومة المصرية. ووصف ماكين ما جرى لمصر منذ الثالث من يوليو بأنه «انقلاب عسكرى، على اعتبار أن غير المنتخبين هم الذين يحكمون بينما المنتخبون معتقلون».