كشفت دراسة طبية حديثة النقاب عن أن نشأة الأطفال فى بيئة وأسرة فقيرة يعرضهم بصورة كبيرة للإقدام على عادة الدخين المدمرة وإدمان الكحوليات والمخدرات بالمقارنة بأقرانهم ممن ينشئون فى بيئة وأسرة ميسورة الحال أو غنية. فقد توصل فريق من العلماء الأمريكيين بجامعة "ديوك"، أن الصراع من أجل توفير لقمة العيش فى وقت مبكر من الحياة مثل القلق حول كيفية توفير الضروريات ودفع فواتير الكهرباء قد يقلل من قدرة الطفل على ضبط النفس حتى وأن كان ينعم بتربية سليمة من الأبوين ومراقبة دقيقة لسلوكياته.
وأوضح أستاذ طب الأسرة والمشرف على تطوير الأبحاث، برنارد فيوملر، أن المعاناة من الفقر خلال مرحلة الطفولة لا يؤثر سلبا فقط فى نمو الطفل، بل يمكن أن يكون لها آثار دائمة على أنواع من الخيارات الصحية التى يقدم عليها الطفل فى مرحلة المراهقة والبلوغ المبكر، وبخاصة فيما يتعلق بعادة التدخين المدمرة، وقد تحد الأزمات الاقتصادية من قدرة الفرد على ضبط النفس، كما تؤثر سلبا على تركيبة خلايا المخ.
كانت الأبحاث قد عكفت على تحليل بيانات أكثر من 1,285 ألف طفل أمريكى خلال الفترة من عام 1986 وحتى 2009؛ حيث لوحظ أن الأطفال الذين عانوا من مشكلات اقتصادية واجتماعية فى طفولتهم كانوا الأكثر إقبالا على عادة التدخين وتعاطى الكحوليات والمخدرات فى مرحلة المراهقة والبلوغ المبكر بالمقارنة بالأطفال الذين نشأوا فى أسرة ثرية أو ميسورة الحال.