أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة، الطبعة الثالثة من كتاب "النظام القوي والدولة الضعيفة"، للدكتور سامر سليمان، والذي يسلط الضوء على تطور الواقع السياسي في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، من منظور الاقتصاد السياسي. ويقع الكتاب في 312 صفحة من القطع الكبير، ويحمل عنوانًا فرعيًّا هو «إدارة الأزمة المالية والتغيير السياسي في عهد مبارك» وصدرت ترجمته الإنجليزية في الولاياتالمتحدة تحت اسم «خريف دولة مبارك» بعد ثورة 25 يناير 2011.
ويقوم سليمان بتحليل لموازنة الدولة المصرية من منظور الاقتصاد السياسي؛ ليوضح أن مصروفات الدولة تعبر عن اختيارات النظام الذي كانت تسعى لتأمين وجودها؛ من خلال شراء رضا قطاعات ضيقة من المجتمع على حساب بقية المجتمع المصري، والذي أدى في النهاية؛ لإضعاف مؤسسات الدولة التي لم تعد تقدم خدماتها للشعب ولكن للنظام.
ويقول كليمنت هنري، رئيس قسم العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في مقدمته لهذه الطبعة: إن سامر سليمان تمكن في الكتاب من أن "يقرأ" استراتيجيات البقاء السياسي لنظام «مبارك» عندما كانت العوائد المختلفة التي تذهب للدولة تتناقص، وسط ارتفاع المطالب والتوقعات والعصيان المسلح على أيدي إسلاميين في الصعيد، والضغوط الإقليمية التي تتزايد حدتها.
جدير بالذكر أن سامر سليمان، أصدر عدة كتب أحدها عن "تطور الرأسمالية الصناعية في مصر"، بالإضافة لكتاب "النظام القوي والدولة الضعيفة"، وشارك سليمان في تأسيس قسم الاقتصاد السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبعد مشاركته في الثورة أسهم بجهد كبير في تأسيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ورحل عن عالمنا نهاية العام الماضي.