بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، جولات لحشد أنصاره في معاقله المحافظة لإظهار شعبيته الكبيرة بعد الاحتجاجات المناهضة لحكومته التي استمرت لأسابيع وشابتها أعمال عنف. ومن المتوقع أن يحتشد عشرات الآلاف في ساحة بمدينة القيصرية في قلب منطقة الأناضول التركية المحافظة ليستمعوا إلى كلمة أردوغان (59 عامًا) التي سيحث فيها الناخبين على تأييد حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه قبل انتخابات مجالس البلدية في مارس.
ومن المقرر أن يواصل أردوغان جولاته في مطلع الأسبوع في مدينة «أرضروم» في شرق البلاد و«سمسون» على ساحل البحر الأسود.
وتجيء هذه الجولات بعد احتجاجات دامت ثلاثة أسابيع على ما يعتبره المتظاهرون نزعة استبدادية من جانب أردوغان وبعد اضطرابات شابت صورة تركيا كدولة مستقرة، وأغضبت زعيمًا يرى في نفسه نصيرًا لحركة الإصلاح الديمقراطي.
وكان أردوغان قد وصف المحتجين بأنهم "حثالة" يستغلهم "إرهابيون"، واتهم قوى أجنبية ووسائل إعلام دولية ومضاربين في الأسواق بمحاولة إذكاء الاضطرابات فيما سماه "اللعبة التي تلعب مع تركيا".
وعلقت في ميدان بالقيصرية لافتة كتب عليها "دعونا نفسد اللعبة الكبرى.. دعونا نكتب التاريخ". وعلقت صور أردوغان على المباني المحيطة.
وكتب على لافتة أخرى "مرت عشر سنوات على قدومك، لقد أحدثت تحولًا في تركيا".
ولم تشهد مدن مثل القيصرية وهي من "نمور الأناضول" التي ازدهرت صناعاتها الصغيرة خلال عشر سنوات من حكم حزب العدالة والتنمية الاشتباكات التي تركزت في اسطنبول والعاصمة أنقرة ومدينة إسكي شهر القريبة.
ويتمتع أرودغان في هذه المنطقة بتأييد كبير.
وقالت توبة إيكيض (27 عامًا) وهي صاحبة متجر محجبة "لقد اخترناه في الانتخابات الثلاثة الماضية ولا أتصور أن أعطي صوتي لأحد غيره في المرة القادمة أيضًا".
وطبق أردوغان الذي فاز في الانتخابات للمرة الثالثة على التوالي عام 2011 بتأييد بنسبة 50 في المئة إصلاحات ديمقراطية منها الحد من نفوذ الجيش الذي أطاح بأربع حكومات خلال أربعة عقود، وكذلك بدء مسعى لإنهاء تمرد كردي مستمر منذ 30 عامًا.
ومن ناحية أخرى سجن في عهده مئات من ضباط الجيش بتهمة التآمر للقيام بانقلاب عليه، ويواجه آخرون من بينهم أساتذة جامعة وصحفيون وسياسيون محاكمات بتهم مماثلة.
وهناك قطاع واضح من مواطني تركيا الذين يبلغ عددهم 76 مليونًا لا يؤيد أردوغان ويرى أن لديه نزعة استبداد متنامية، ورغبة في التدخل في الحياة الشخصية، وأثارت قيود فرضت مؤخرًا على بيع الخمور شكوكهم في أن لديه أجندة إسلامية آخذة في الظهور.
وتحول هذا الرفض إلى احتجاجات علنية حين شنت الشرطة حملة على مجموعة من الناشطين المدافعين عن البيئة يحتجون على خطة لتطوير متنزه غازي في ميدان تقسيم باسطنبول أواخر مايو ثم امتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى وتحولت إلى العنف.
واتسم الوضع في اسطنبول كبرى المدن التركية بهدوء أكبر في الأيام القليلة الماضية ووقف المئات من المحتجين في صمت في ميدان تقسيم الذي شهد اشتباكات بين الشرطة التي كانت تطلق الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه ومتظاهرين كانوا يرشقونها بالحجارة.
واستمرت أعمال عنف متفرقة في مناطق مختلفة منها العاصمة أنقرة حيث نزل نحو ألف إلى الشوارع خلال الليل، ومنها مرسين على الساحل الجنوبي حيث استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين بينما كان أردوغان يحضر افتتاح دورة ألعاب البحر المتوسط.
وقالت وكالة دوجان للأنباء إن أربعة محتجين وضابطي شرطة أصيبوا.