كتب حازم الخولى وإبراهيم جودة ومحمد عبدالمجيد فى وقت أعلن فيه وزير البترول والثروة المعدنية، شريف هدارة، أمس، أنه تم ضخ كميات إضافية من البنزين والسولار للقضاء على التكدس فى بعض محطات، تجددت الاشتباكات بين المواطنين والسائقين فى محطات الوقود فى أكثر من محافظة، على أولوية الحصول على السولار، فيما ضبطت شرطة التموين صاحب محطة بالقليوبية يهرب حصته إلى السوق السوداء التى يسيطر عليها البلطجية.
وقال وزير البترول، فى بيان، أمس: إن متوسط ما يتم ضخه من السولار 37 ألف طن يوميا، بزيادة 7٪ على المخطط و1.18 ألف طن يوميا من البنزين بزيادة نسبتها 20٪ على المخطط، مشيرا إلى أنه لا توجد مشكلة فى توفير إمدادات الوقود وإنما هناك بعض الخلل فى منظومة التوزيع يتم تداركها من خلال التنسيق مع الأجهزة المختلفة بالدولة.
وأكد الوزير أن وزارتى البترول والمالية أعلنتا أكثر من مرة أن تطبيق منظومة الكروت الذكية لا يحدد حصص أو كميات معينة من الوقود لكل سيارة أو مركبة وأن الهدف هو مراقبة عمليات التوزيع والتوصل لتحديد دقيق على أرض الواقع لحجم الاستخدام الشهرى من السولار والبنزين وتصنيفه بحسب كل مجموعة نوعية من المستخدمين سواء سيارات أو مخابز أو غيرها، وتكوين قاعدة بيانات دقيقة.
وأشار الوزير إلى أنه مع الاعلان عن تطبيق المرحلة الأولى من منظومة الكروت الذكية تم رصد بعض عمليات تخزين الوقود غير المبررة.
وناشد وزير البترول وسائل الإعلام المختلفة بإبراز فوائد وأهمية تطبيق منظومة الكروت الذكية للمواطنين لإحكام السيطرة على منظومة توزيع المنتجات البترولية ووصول الدعم إلى مستحقيه، ودعا أفراد المجتمع المصرى للتعاون مع الحكومة لإنجاح هذا المشروع القومى الذى يستهدف فى المقام الأول صالح المواطن وحصوله على حقه كاملا فى موارد مصر البترولية والدعم الذى تتحمله الدولة لتوفير تلك المنتجات البترولية والتى يسىء البعض استغلالها فى عمليات تهريب وتسريب للدعم.
وأشار الوزير إلى أنه خلال الفترة الماضية تم رصد عدة محاولات من جانب البعض لتحقيق مكاسب غير مشروعة تم السيطرة عليها حيث تم افتعال ثلاثة حرائق فى محطات توزيع الوقود فى طنطا والمحلة وأبوتشت فى أسبوع واحد وتم القبض على الفاعلين وتقديمهم للعدالة واصلاح الأعطال وعودة المحطات للعمل، بالإضافة إلى إعادة سيارتين محملتين بالسولار فى إحدى المحافظات التى تم سرقتهما فى يوم واحد، وذلك قبل التصرف فى الحمولة.
وفى محافظة بنى سويف، قال كثير من المواطنين، إن الوقود اختفى تماما من بعض المحطات، ونشبت مشاجرات بالأسلحة النارية والبيضاء بين السائقين والعاملين، وامتدت طوابير السيارات أمام المحطات الوقود على طول الطريق الزراعى القاهرةأسيوط، فيما قطع بعض سائقى سيارات السرفيس الطريق.
وبرر السائقون ذلك بأنهم يقفون لأكثر من 5 ساعات داخل المحطات أملا فى تموين سيارتهم، فى الوقت الذى تخرج فيه الجراكن من المحطات لمافيا السولار المعروفين بالاسم للأجهزة الأمنية دون اتخاذ أية إجراءات ضدهم، مؤكدين أن البلطجية هم الذين يتحكمون فى الوقود داخل المحطات تحت تهديد السلاح.
وضبطت مباحث التموين بالقليوبية صاحب محطة وقود يتلاعب فى حصصته، ويقوم ببيعها فى السوق السوداء، وشهدت المحطات زحاما شديدا تسبب فى حالة ارتباك مرورى على الطرق الزراعى السريع، وقام بعض سائقى الاجرة برفع الاجرة وسط استياء المواطنين.
وتكررت ذات المشاهد فى محافظات عدة من بينها، سوهاج، حيث شهدت محطات الوقود المختلفة زحاما شديدا، وامتدت طوابير السيارات أمام المحطات لمسافات طويلة تصل إلى 2 كيلومتر.
وقال عبدالسلام السيد، صاحب سيارة نقل، إن نقص السولار يكبده خسائر كبيرة يومية لأن أغلب أوقات اليوم يقف فى محطات الوقود فى انتظار دوره فى الطابور.
وتساءل «هل الحكومة الحالية هى حكومة إنقاذ أم حكومة خراب وأزمات»!، فيما قال جمال أحمد سائق، إن «استمرار أزمة السولار والبنزين بهذه الطريقة وعلى مدى عامين هى مسئولية الرئيس وحكومته».