كتب عبدالعزيز صبره وحازم الخولى وماهر عبدالصبور وإبراهيم جودة: كشفت تقارير متابعة ضخ كميات الوقود فى القاهرة والمحافظات عن وجود 40% عجزا يوميا فى كميات السولار عن المعدلات الطبيعية، وأكدت مصادر بوزارة البترول أن العجز استمر ل4 أيام بشكل متصل، منذ بدأت الحكومة فى حل أزمة انقطاعات الكهرباء، عبر توفير الوقود لمحطات التوليد.
وأكدت المصادر أن تعليمات عليا صدرت للمسئولين بوزارة الكهرباء بعدم الحديث أو الإعلان عن حالات عجز بوقود الكهرباء، أو معدلات العجز فى قدرات التوليد، والتى ينتج عنها ما يعرف بتخفيف الأحمال.
وقال خبير النفط ممدوح عبدالسلام، النائب السابق لرئيس الشركة القابضة للغازات، إن حقول الغاز المصرية تتعرض لعملية استنزاف من قبل الشركاء الأجانب، من خلال عمليات رفع معدلات الإنتاج بهدف تحقيق أعلى قدر ممكن من عائد التكلفة الاستثمارية التى ضخها الشركاء.
وأضاف: «مصر مازالت تصدر 30 % من إنتاج الغاز الطبيعى لدول أوروبية منها إسبانيا، فى حين تستورد الغاز والوقود من دول عربية وأجنبية»، منتقدا إسناد أمور قطاع البترول فى مصر لمجموعة من غير المتخصصين.
وفى القليوبية، اشتعلت أزمة الوقود بمدن وقرى المحافظة وشهدت محطات البنزين زحاما شديدا تسبب فى إغلاق الطرق الرئيسية وتعطل حركة المواصلات، بسبب تكدس سيارات النقل والأجرة، وهو ما أدى لوقوع عشرات المشاجرات بين السائقين للحصول على احتياجاتهم من السولار.
من جانبهم، بادر سائقو الأجرة برفع تعريفة الركوب بجميع الخطوط بمدن المحافظة بسبب نقص السولار، وسط استياء المواطنين وغياب تام لرجال المرور، وبلغ عجز السولار نحو 25%، فيما نشب عدد من المشادات بين السائقين والركاب نتيجة زيادة أسعار الركوب.
من ناحية أخرى، شهدت محطة وقود «شل» بالطريق الدائرى فى شبرا الخيمة، مساء أمس الأول، مشاجرة بالأسلحة النارية بين تاجر خردة وعدد من العاملين داخل المحطة، بسبب الخلاف على وجود سولار داخل المحطة، أطلق على إثرها المتهم الأول أعيرة نارية على المحطة بطريقة عشوائية، مما أسفر عن إصابة 3 عاملين، هم علاء اشرف محمد وعمر ابراهيم محمد وعبدالله لطفى نظمى، وتمت السيطرة على المشاجرة ونقل المصابين إلى المستشفى وتولت النيابة التحقيق.
وفى المنيا، أكد شعبان محمود عبدالعزيز، رئيس جمعية الخريجين بقرية المهاجرين 2 بمركز سمالوط، وجود أكثر من 8 آلاف فدان مزروعة بمختلف المحاصيل مهددة بالبوار بسبب عدم وصول المياه لنهايات الترع، نتيجة السولار التى تسببت فى توقف آلات رفع المياه من الآبار الارتوازية.
وأضاف رئيس جمعية الخريجين: «طرقنا أبواب جميع المسئولين لحل الأزمة بعد توقف آلات الرى لنقص السولار، وتوجهنا بعدة طلبات لوكيل وزارة التموين بالمنيا لتخصيص حصة من أى محطة لتشغيل هذه الآلات خوفا على هلاك هذه المحاصيل مع شدة الحر، ولكننا فوجئنا برفضه مقابلتنا، حيث أحالنا إلى مدير إدارة التموين الذى تعامل معنا بطريقة الشحاتين وقال بالحرف الواحد: «أجيب لكم منين دوروا فى المحطات، والشاطر يسقى أرضه».
وفى بنى سويف، تفاقمت أزمة السولار والبنزين وعادت طوابير سيارات النقل الثقيل والميكروباص والجرارات الزراعية والملاكى أمام محطات الوقود على طريق «القاهرةأسيوط» الزراعى لمئات الامتار، مما تسبب فى إغلاق مداخل القرى التى تقع على الطريق.
وشهدت محطات الوقود مشاجرات بالأسلحة النارية بين العاملين بها واصحاب السيارات اعتراضا على عدم حصولهم على الوقود واستغلال الازمة برفع السعر، حيث وصل سعر جركن السولار فى السوق السوداء إلى 80 جنيها، ولتر البنزين 80 إلى 5 جنيهات.
وتكدست السيارات أمام المحطات بشارع صلاح سالم مما تسبب فى اعاقة حركة المرور واضطر مسئولو قسم شرطة بنى سويف إلى غلق الطريق المؤدى للقسم من ناحية شارع الجمهورية، نظرا لطول طوابير السيارات وتم تغيير اتجاه السيارات من الشوارع الجانبية.
كما شهدت المواقف الرئيسية بالمحافظة «بالعبور، ومحيى الدين» تكدس الموطنين الذين عجزوا عن الذهاب إلى أعمالهم وارتفعت تعريفة الركوب إلى 3 اضعاف دون رقابة من المسئولين بالمحافظة، وعبر السائقون عن استيائهم لعدم تمكن الحكومة من حل أزمة السولار والبنزين.
ومن جانبه أرجع المحافظ المستشار ماهر بيبرس، سبب أزمة الوقود إلى وجود عجز بنسبة 70% من الكمية الواردة للمحافظة من السولار والبنزين، وأنه تمت مخاطبة وزارتى البترول والتموين ومباحث التموين، مضيفا: «قمنا بضخ اكثر من 400 ألف لتر سولار و200 ألف لتر بنزين 80، وطلبت من مدير الامن اللواء ابراهيم هديب تكثيف التواجد الأمنى امام المحطات اثناء التوزيع فى وجود مفتشى التموين».