يلتقي رئيس الوزراء الصيني لي كه تشاينغ، يوم الأحد المقبل، في برلين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسؤولة الأوروبية الوحيدة التي سيلتقيها خلال جولته الأوروبية بينما تسعى القوتان المصدرتان الكبريان لتعزيز العلاقات بينهما وتهدئة التوتر التجاري بين الصين وأوروبا. وبعد زيارات إلى الهند وباكستان، يقوم رئيس الوزراء الصيني بزيارة إلى سويسرا الخميس والجمعة لدفع اتفاق للتبادل الحر بين البلدين يجرى التفاوض في شأنه منذ 2011.
وستستمر من مساء السبت إلى الاثنين زيارته لألمانيا، المحطة الوحيدة بين بلدان الاتحاد الأوروبي ال27 التي تثبت أن بكين تنوي تعزيز علاقتها الخاصة مع أول اقتصاد أوروبي، كما يقول محللون.
وبلغت قيمة المبادلات بين البلدين 144 مليار يورو في 2012، كما تفيد الإحصاءات الرسمية الألمانية، وأعلنت شركة فولكسفاغن، الرائدة في صناعة السيارات في اوروبا، في مارس انها تنوي بناء سبعة مصانع جديدة في الصين حيث بيع 2,81 مليون سيارة العام الماضي.
وستبدأ زيارة رئيس الوزراء الصيني بزيارة بوتسدام، القريبة من برلين وقصر سيسيلينهوف الذي عقد فيه ستالين وترومان وتشرشل في 1954 مؤتمرا كان الهدف منه ترتيب شؤون اوروبا واسيا بعد الحرب العالمية الثانية.
وبعد ذلك تستقبله ميركل التي زارت في اغسطس المدينة المحرمة مع وين جياباو سلف لي، بالتشريفات العسكرية في المستشارية.
واعتبر المحلل هانس كوندناني من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "من الجانب الألماني، لا تقتصر الزيارة إلا على الشأن التجاري، وتعتبر ألمانيا الصين سوقا رحبة للتصدير الذي يزداد اعتمادها عليه".
وفي العام الماضي، وفي غضون سبعة أشهر، زارت المستشارة الألمانية الصين مرتين، وخلال رحلتها الثانية، رافقها رؤساء عدد كبير من كبرى المجموعات مثل ايرباص التي وقعت عقدا ب 3,5 مليارات دولار لخمس طائرات.
وتأتي هذه الزيارة في اطار معركة تجارية بين بكين وبروكسل، ويفكر الاتحاد الأوروبي في فرض ضريبة على استيراد الألواح الشمسية الصينية لمكافحة إغراق السوق.
وكانت ميركل اكدت في بكين انها لن تدعم طلب منتجي الالواح الشمسية الاوروبية لفرض تعريفات على نظرائهم الصينيين. وهذا الاسبوع، حذر وزير الاقتصاد الالماني فيليب روسلر في تصريح
وفي مجلة "دي تسايت" الأسبوعية الصادرة أمس الخميس، أشاد رئيس الوزراء الصيني بالتعاون الاقتصادي الممتاز بين البلدين، معتبرا أن "النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن ليست سوى بداية"، وأضاف أن حوارًا فعالاًً يمكن أن يتيح تفهما متبادلا أفضل، أما الجهود المبذولة لفهم الاخر فيمكن ان تعزز الثقة.
وبمناسبة هذه الزيارة، يأمل الفنان الصيني المنشق آي ويوي الذي سجن 81 يوما في 2011 ويتمتع بشهرة واسعة في ألمانيا، في أن تمارس ميركل ضغوطًا من أجل أن تعامل سلطات بلاده المفكرين الذين ينتقدونها معاملة أفضل.