السبانخ أشهر الخضراوات الورقية لعلو قامتها الغذائية مقارنة بغيرها من الخضراوات وتعدد استخداماتها طازجة ومطهوة. عرفها العرب منذ القدم وانتشرت فى أوروبا مع فتح العرب لإسبانيا، ولاتزال طعام الأعياد فى إيران وأفغانستان حيث يتناولونها مع الأرز الأبيض فى عيد الفيروز. تضم أوراق السبانخ مجموعة من الفيتامينات والأملاح والمعادن بنسب عالية قلما تتوافر لنبات آخر منها الحديد والكالسيوم والماغنسيوم والمنجنيز إضافة إلى البيتا كاروتين وفيتامينات (ج) وبعض من مركبات (ب) إلى جانب حمض الفوليك. تحتوى أيضا على العديد من مضادات الأكسدة. ما تتمتع به السبانخ من مصادر طبيعية للفيتامينات والأملاح ومضادات الأكسدة يسهم بصورة فعالة فى دعم مناعة الإنسان بصورة أو بأخرى فى الوقاية من العديد من الأمراض بل مكافحة آثار الزمن وتأخير هجوم الشيخوخة فالسبانخ تساعد على التئام الجروح وسرعة بناء الأنسجة. وتعاون فى الحفاظ على ضغط الدم فى الحدود الطبيعية لما يحتويه من عناصر مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والماغنسيوم. ولها أثر جيد على مرض السكر لاحتوائها على الماغنسيوم لعلاقته بالأنسولين. نسبة الألياف العالية فى السبانخ تعاون على أداء سليم للأمعاء وتقى من الإصابة بالإمساك. نسبة الحامض الأمينى (الهستيدين) العالية فى السبانخ تضمها لقائمة الأطعمة المكافحة للسرطان. فمن المعروف أن عامل ثبات فى الخلايا يحول دون تحولها إلى خلايا سرطانية عشوائية الانقسام. نسبة الحديد المرتفعة فى السبانخ إلى جانب وجود حامض الفوليك تقى من حالات الأنيميا وقد تكون علاجا للحالات البسيطة منها دون اللجوء لمركبات الحديد. صحة وسلامة العين تسهم فيها السبانخ بعنصر الليوتين الذى يقاوم التدهور الذى تحدثه الشيخوخة فى شبكية العين. تقى السبانخ السيدة الحامل من خطر التشنج الحملى لاحتوائه على عنصر الماغنسيوم أيضا قد يقيها من تسمم الحمل. على كل فوائدها يجب الاحتراس من تناولها لمرضى الكبد والروماتيزم ومن يعانون من القابلية لتكوين الحصوات فى الكلى والمجارى البولية إذ إن أوكسالات الكالسيوم التى تحتويها السبانخ تدخل فى تركيب وتكوين تلك الحصوات، أيضا لمن يتناولون أدوية سيولة الدم لسبب أو لآخر أيضا لمرضى النقرس. مازالت السبانخ بأوراقها الخضراء الداكنة تدهشنا: فهناك محاولة لاستخدام البروتينيات المشتقة من السبانخ لإعادة البصر للمكفوفين لاستخدامها بدلا من خلايا العين الميتة.. التجارب تجريها جامعة جنوب كاليفورنيا.