قال أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، الدكتور جابر عصفور، إن رواية "أساطير رجل الثلاثاء" للشاعر والكاتب صبحى موسى هى واحدة من الروايات التى عادة ما يصنفها النقاد على أنها رواية سيرة. وأضاف عصفور، "رواية السيرة يتحدث فيها المؤلف عن نفسه منذ نشأته حتى وقت كتابة النص، لكننا لا يمكننا تصنيفها على هذا النحو فقط، فهى ذات خلفية تاريخية متسعة، يتقاطع فيها القديم مع الحديث، ومؤلفها حرص على أن يكون السرد من خلال شخصية السارد أو البطل لكنه أتاح لغيره من الشخصيات أن ترصد من جانبها ما عاشته من أحداث".
وأوضح أن موسى لم يقع فى الخطأ الذى عادة ما يقع فيه مؤلفو رواية السيرة، إذ أن فكرة الراوى العليم كثيرا ما تغريهم بوضع وجهات نظرهم أو تعليقهم على الأحداث أو حتى تقديم ما يعرف بالرصد الاستباقي، فهو بدرجة ما جاء كراو مشارك وغير عليم، راو يستكشف الأحداث مثلما تقع أو تروى له، تاركا الحكم للقارئ نفسه، وهى أكبر درجة من الحياد يمكننا أن نلقاها فى نص روائى بهذا الشكل.
جاء ذلك فى الندوة التى أقامتها الهيئة العامة للكتاب مؤخرا بمناسبة صدور رواية "أساطير رجل الثلاثاء" عنها ضمن سلسلة "كتابات جديدة"، وفى إطار ندوات الموسم الثقافى للهيئة هذا العام.
وأشار إلى أن الرواية رصدت حياة شخصية شغلت العالم على مدار عدة سنوات وهى أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، ورغم ذلك لم تعتمد عليه بوصفه الشخصية المركزية فى العمل، فقد ترك المؤلف لشخصياته أن تتحدث عن حياتها بشكل مستقل عن أى إطلالات خارجية، فقررت أن هذا العالم هو عالم كافر ولا بد أن نعيد له إسلامه، مضيفا "أن الرواية بها جملة من الميزات الفنية فى مقدمتها أن الروائى لم يعلق على الشخوص ولا الأحداث، لكنه رصدها كما هى، وتركها تتحرك بحرية كاملة وفق منظورها الشخصى".