ترفض الولاياتالمتحدة ما يشاع عنها من أنها تدعم تيارا سياسيا محددا فى مصر، أو أنها تتدخل فى شئونها الداخلية، وإنما تعمل مع الحكومة المصرية، أيا كانت هويتها.. هذه هى الرسالة التى حرص الأمريكيون على توضيحها لبعثة طرق الأبواب المصرية، التى اتجهت إلى الولاياتالمتحدة منذ يومين، بحسب ما نقله جمال محرم، رئيس الغرفة وعضو البعثة المصرية عن المسئولين الأمريكيين، فى تصريحات خاصة ل«الشروق». ويضيف محرم إن «المسئولين ورجال الأعمال الذين قابلناهم أبدوا قلقهم من الأوضاع السياسية والأمنية، لما لها من أثر كبير على البيئة الاقتصادية فى البلاد».
وكانت بعثة طرق الأبواب، التى تضم رجال أعمال مصريين من أعضاء غرفة التجارة الأمريكية، توجهت منذ يومين إلى الولاياتالمتحدة، فى وقت تتأزم فيه الأوضاع نتيجة عدم الاستقرار السياسى فى مصر، إضافة إلى التوترات الأخيرة التى استجدت فى الولاياتالمتحدة بعد أحداث بوسطن الأخيرة.
«عدم حصول مصر على قرض الصندوق حتى الآن مصدر قلق إضافى للولايات المتحدة، خاصة أن ما يعتبره الشعب المصرى شروطا للصندوق، يراه الأمريكيون إصلاحات ضرورية»، يضيف محرم موضحا تركيز الطرف الأمريكى على ضرورة إصلاح هيكل دعم الطاقة، ونظام الضرائب. «إنهم لا يريدون إلغاء الدعم، أو زيادة الضرائب، بل هم يريدون إصلاحهما بما يحقق العدالة الاجتماعية.. ولقد شددوا على أهمية العدالة الاجتماعية كونها عاملا أساسيا فى تحقيق الأمن فى مصر، لما ستساهم فيه من تخفيض حدة وعدد الإضرابات العمالية، التى تضر بمصالح الأعمال»، يستطرد رئيس الغرفة الأمريكية.
وفيما يتعلق بالطاقة، أكد محرم أن رجال الأعمال طالبوا بوجود مخطط واضح ومحدد لها خلال الفترة القادمة، فهم لا يرفضون زيادة اسعار الطاقة ولكنهم يحتاجون لخطة واضحة ومواعيد محددة، حتى يمكنهم تحديد تكلفة اعمالهم بصورة صحيحة.
وحرص محرم على تأكيد أن بعثة طرق الأبواب هذا العام، شأنها مثل جميع البعثات التى زارت أمريكا على مدى 33 عاما، تتحدث باسم القطاع الخاص، ولا تمثل الحكومة، ومن ثم «لن يكون لنا أى علاقة من قريب أو من بعيد باجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولى، أو بملف المعونة. فنحن نحاول ألا نتدخل فى السياسة، ولكن الأوضاع الحالية تفرض علينا أن نجد إجابات لكل الأسئلة، فى محاولة لإرسال إشارات جيدة عن الاستثمار فى مصر»، يقول محرم.