قامت "الشروق" بإجراء حوار مع المتهمين بقتل رجل الأعمال السويسي حمادة الرموزي، وكشف المتهمون عن الأسباب الحقيقية لقيام زوجة رجل الأعمال بالتخطيط لقتل زوجها، مؤكدين أن فكرة قتل رجل الأعمال لدى الزوجة كانت على قناعة بها منذ أكثر من عام وأنها لم تجد طوال هذه الفترة مَن تثق به ليقوم بتنفيذ الجريمة. وعلى الجانب الآخر، أكدت الزوجة أنَّ والدها قبطان بحري وأنها كانت تشعر أن حياتها مع زوجها حرام شرعًا لتكراره قيام إلقاء يمين الطلاق عليها عدة مرات.
كما كشف المتهمون عن أنَّ الاتفاق بينهم وبين زوجة رجل الأعمال المقتول كان على أن يقوموا في البداية بتصوير رجل الأعمال في أوضاع مخلة وإجباره على التوقيع علي شيكات للمتهمين والزوجة، مؤكدين أنهم هم مَن قاموا بتسليم أنفسهم لأحد القبائل، وأن شقيق القتيل قبل قيام القبيلة بتسليمهم للشرطة استمع اعترافاتهم كاملة وأين قاموا بإخفاء جثة شقيقه.
وقال المتهم "سعيد ع أ" الشهير ب "سعيد فتفت": إنني أريد أن أؤكد في البداية أنني من قمت بتسليم نفسي للقبيلة التي طلب منها رجل الأعمال شقيق القتيل القبض علينا، وبداية القصة هي أن كريم أ أ" المتهم الثالث بالقضية كان يحكي لي دائما عن علاقته العاطفية بنجلة القتيل، وكيف أن والدة الفتاة كانت تنفق عليه أموالاً كثيرة طوال العامين الماضين وأنها كانت توافق على زواجه من ابنتها نظرًا للعلاقة العاطفية التي تربطهما.
وروي لي كريم كثيرًا "والحديث لسعيد فتفت" ما كانت تقول له زوجة القتيل وكيف كانت الزوجة تريد التخلص من زوجها رجل الأعمال طوال الأعوام الماضية نظرًا لتكرار تعديه عليها بالضرب وإهانتها وزواجه عرفيًّا من غيرها، هذا بجانب أن القتيل كان يرفض زواج ابنته من كريم وكان كريم يشكو لي دائمًا مما يحدث.
واستكمل سعيد: وفي يوم جاء كريم وقال إنه اتفق مع زوجة القتيل علي التخلص من زوجها وأن الزوجة اتخذت قرارها سواء قمنا بمساعدتها أم لا، وأن ما منعها طوال الفترة الماضية من عدم التخلص من زوجها هو عدم ثقتها في أحد، ولكنني قلت لكريم إننا لن نقوم بقتله في البداية وإننا سوف نقوم بتصويره في أوضاع مخلة بعد خطفه وسنجبره علي التوقيع على شيكات مالية كبيرة، وسوف نرى وقتها إذا كنا سوف نتخلص منه أم لا بعد قيامنا بخطفه، واتفقنا على أن تقوم الزوجة بجلب نسخة من مفتاح الشقة لأننا نعلم أن شقيق القتيل يسكن في الشقة المجاورة للقتيل وأنه يستحيل القيام بكسر باب الشقة دون أن يشعر أحد، خاصة أننا سوف نقوم بدخول الشقة فجرًا لأن القتيل كان يذهب لمنزله متأخراً.
وتابع سعيد: "بالفعل قامت الزوجة بإرسال المفتاح مع كريم وقام كريم أيضا بتسليمها حبوب مخدرة لكي تضعها في الطعام والعصير لزوجها أثناء العشاء حتي يتم تسهيل مهمتنا في خطفه من داخل شقته، وقمنا باستئجار سيارة ملاكي واتفقنا أن نصعد إلى منزل القتيل فجرا، وبالفعل صعدت أنا وكريم وكان معنا بالقرب من الباب أحمد رشد وداخل السيارة أسفل البرج السكني عبدالرحمن العباسي، وقام كريم بفتح باب الشقة وكان يعلم موقع غرفة نوم القتيل حمادة الرموزي وفور دخولنا توجهنا إلى السرير الذي ينام عليه القتيل وعندما حاولنا اعتمادا علي أنه مخدر بدء القتيل يتحرك فقام كريم بضربه علي رأسه باستخدام آلة حادة وقمنا بطعنه عدة طعنات ثم جلبت زوجته ملاية وقمنا بلفه بها بعد قيام زوجته بإزالة بعض آثار الدماء وكان أحمد الرشيدي في هذا الوقت دخل إلى الشقة عقب انتهائنا من حمله ليقوم بدورة في الخطة، وهي أن يتظاهر بأنه يهدد نجل القتيل بالسكين أمام شقيقاته البنات لكي يظهر أن الأم ليس لها علاقة بما يحدث، وتعمدت الأم أن تجعل بناتها يستيقظون حتى يروا التهديد ولا يشك فيها أحد وتتخذ من أبنائها شهود أن والدهم قد خطف وأنها لا تعلم من الخاطفين، وأثناء قيامنا بالنزول على سلالم البرج السكني ظهر أحد الشيوخ من سكان البرج السكني وسألنا من الذي تحملونه فقلنا له الحاج حمادة مصاب ونحن نعمل لديه وسننقله إلى المستشفى، فقام بمساعدتنا في حمل القتيل حتي السيارة، ولكننا لم نتصور أنه سوف يسجل رقم السيارة".
وأكد سعيد، أنه عقب دخولنا السيارة وتحركنا بعد نزول أحمد الرشيدي كان القتيل حمادة الرموزي مازال على قيد الحياة فقمنا بتكميم فمه حتي وصلنا إلى مقابر السويسالجديدة بطريق السويس- القاهرة، ودخلنا المقابر وفي نهاية المقابر كنت أعلم إحدى المقابر حديثة البناء وكان القتيل مازال على قيد الحياة وقمنا وقتها بطعنه في رقبته وبطنه، ثم ذهبنا إلى ترعة السويس وألقينا بالسكاكين التي استخدمناها، ثم قمنا بأخذ تليفون القتيل وذهبنا به إلى طريق العين السخنة وقمنا بإلقائه في مياه خليج السويس حتى أن تم تتبعه يظهر أن الخاطفين في السخنة وأن لم يتم تتبعه يختفي تماما حتى لا يكون دليلاً علينا.
ويكشف المتهم سعيد كيف تم القبض عليه، وقال إن رجل الأعمال شقيق القتيل توصل إلينا من رقم السيارة والتي حصل علي بياناتها من مرور السويس وعلم من الشخص الذي استأجرنا منه السيارة من قام باستئجارها وعندما علم أننا من شارع شميس قام بالاتصال بأحد التجار أصدقائه بالشارع والذي قام بدوره بالاتصال بي وأقنعني أن أعود وأنه لمصلحتي أن أسلم نفسي للقبيلة التي استعان بها رجل الأعمال شقيق القتيل، وأن أقوم بالتحدث معهم، وعندما قابلت أبناء هذه القبيلة قاموا بأخذي وقاموا باستجوابي داخل المقابر بحي الجناين بكل الطرق التي لا يتخيلها أحد والتي تظهر علي جسدي ووجهي ومن كان يمنعهم من أيذاي هو رجل الأعمال شقيق القتيل الذي كان يريد أن يعلم من دبر قتل شقيقه، ثم قامت القبيلة بالقبض علي كريم وبعد استجوابنا واعترافنا قاموا بتسليمنا إلى الشرطة.
وقال "كريم أ أ" - 20 عاما، إن البداية كانت بارتباطه بعلاقة عاطفية منذ عامين مع نجلة القتيل الذي تعرف عليها خلال دروس الثانوية العامة التي كانوا يتلقونها والتي عرفته علي والدتها زوجة القتيل وطوال العامين الماضيين كانت زوجة القتيل تقوم برعايتي وتنفق علي أموال، وكانت دائما تشكو لي من قيام زوجها بضربها باستمرار وإذلالها، كما أن القتيل كان يضرب ابنته الكبرى بعنف، بجانب أنه رفض قيامي بالزواج منها، وفي أحد الأيام اتصل بي وعندما ذهبت إليه قام بضربي بشكل مبرح وأذلني حتي يجبرني علي قطع علاقتي بابنته.
ويؤكد كريم، أن زوجة القتيل كانت منذ عامين تحاول وتدبر كيف تتخلص منه خاصة عندما علمت أنه تزوج عرفيا، ولكنها طوال هذه الفترة لم تثق في أحد لكي يقوم بمساعدتها وهي من أقنعتني بمساعدتها مع وعدي أنها سوف تقوم بتزويجي ابنتها، وأنا من عرفتها على "سعيد فتفت" وقاموا بالاتصال ببعضهم واتفقوا علي كل شئ والمبلغ الذي سوف يحصل عليه سعيد فتفت، مؤكدا أن ابنة القتيل الكبري كانت تعلم نوايا والدتها تجاه والدها القتيل، ولكن لم تعرف كيف ستقوم أمها بتنفيذ ما تنويه بالتخلص من والدها ولم تكن تعرف أننا سندخل المنزل ونأخذ والدها وأنه سيتم قتله.
وتابع أن زوجة القتيل كانت تكره زوجها بشدة لدرجة لم أراها قبل ذلك، مصدقا على ما قاله سعيد فتفت إن إحدى القبائل هي من ألقت القبض عليه هو وسعيد فتفت وأنهم من قاموا باستجوابه ثم قاموا بتسليمه للشرطة، مشددا على أن الشرطة أرحم لهم مما كان يحدث لهم من استجوابهم داخل قبر بحي الجناين لساعات طويلة، فالشرطة في النهاية أرحم.
وبالدموع وبالخوف من التصوير، تحدثت "غادة م" - زوجة القتيل، التي قالت إنني أريد أن أؤكد للجميع أنني أشرف سيدة وأنني أخاف الله ولأنني أخاف الله قمت بالتخلص من القتيل، فإنني تعرضت للضرب والإهانة لسنوات طويلة، ولم أستطع ترك بيتي من أجل أبنائي الأربعة، فأنا أم لثلاث بنات وولد تحملت من أجلهم الكثير، ولكن في النهاية لم أعد أحتمل.
وقالت: بجانب الضرب والأهانة الذي تعرضت له بالرغم من أنني من عائلة محترمة ووالدي قبطان بحري، وأكثر من الضرب أن القتيل قام بإلقاء يمين الطلاق علي مرات كثيرة ولكن بدون أن يتم تطليقي بشكل رسمي، وفي كل مرة كان يقوم أحد الشيوخ والذي يقوم بتحليل العيش معا، ولكنني كنت على قناعة أن حياتنا مع بعض حرام ولكن أمام الضرب والإهانة كنت أصمت، ولم أستطع أن أفعل شيئًا حتى عندما قام القتيل بالزواج عرفيا من إحدى الفتيات لم أستطع أن أفعل شيئًا، ولم يكن أمامي بديل عن أن أتخلص منه حتي أقوم بتربية أولادي، وأنني فقط الآن أطلب ممن يخوضون في عرضي الكذب أن يتوقفوا وأن يتقوا الله وأن يعلموا أنني لدي بنات وأولاد.
وكشف في النهاية المتهمون خاصة سعيد فتفت وكريم أحمد أن عائلتهم رفضت إحضار محامين لهم ورفضت إرسال ملابس أو أطعمة لهم بسبب ما ارتكبوه من جرائم، خاصة أن العائلات التي ينتمون إليها عائلات كبيرة وأشقاؤهم وأبناء عائلتهم من أكبر التجار بشارع أحمد عرابي أكبر شارع تجاري بالسويس وبشارع شميس التجاري.
وكانت النيابة العامة بالسويس قررت تجديد حبس غادة - 45 عامًا، المتهمة بمشاركة أربعة متهمين آخرين بقتل زوجها رجل الأعمال حمادة الرموزي، 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وجاء قرار تجديد حبس المتهمة بعد صدور قرار من النيابة العامة بالسويس بحبس شركائها المتهمين بقتل رجل الأعمال 15 يومًا وهم "سعيد ع أ" الشهير ب "فتفت" 45 عامًا، و"كريم أ أ" 19 عامًا، و"أحمد ا" 23 عامًا و"عبد الرحمن أ " - 18 عامًا.