قولا واحدا: أى شخص ذهب إلى المقطم يوم الجمعة الماضى وألقى مولوتوف أو حجارة على مقر جماعة الإخوان المسلمين، أو هاجم شخصا ينتمى للحرية والعدالة أو دمر سيارة أو هاجم منشأة تخص الإخوان أو غيرهم، ينبغى إدانة فعله بأشد العبارات الممكنة وإخضاعه لمحاكمة قانونية عاجلة. يقول البعض ان كل الذين ذهبوا إلى المقطم بلطجية وخارجون على القانون.. والمؤكد أن ذلك ليس صحيحا، لاننى أعرف أشخاصا كثيرين ذهبوا فى هذا اليوم، تظاهروا وهتفوا ضد جماعة الإخوان وعادوا إلى بيوتهم.
يقول البعض ايضا انه ليس من حق معارضى الإخوان التظاهر أمام مقر الجماعة بالمقطم، لكن المنطق يقول انه من حق كل شخص أو جماعة التظاهر فى أى مكان طالما كان ذلك فى إطار القانون، وبالتالى فمن حق أى إخوانى أو سلفى أو جهادى التظاهر أمام مقرات الدستور والتيار الشعبى والمصريين الأحرار، لكن ليس من حقهم حرق هذه المقرات.
وإذا كنا ندين بشدة محاولات اقتحام مقر الإخوان بالمقطم أو حرق بعض مقراتهم فى محافظات مختلفة يوم الجمعة الماضى وقبلها، فعلينا أن ندين بشدة اعتداء حراس مقر مكتب الإرشاد على النشطاء والإعلاميين يوم السبت قبل الماضى، ولا يصح بأى حال من الأحوال التحجج بأن المتظاهرين استفزوا الحراس.
التظاهر يرد عليه بالتظاهر، والهتاف بالهتاف، الجرافيتى بالجرافيتى، والحجر بالحجر، لكن ان يهتف شخص بشعار فيكون الرد عليه بالصفع والركل والضرب، فتلك وصفة جاهزة لتحويل الاحتجاجات إلى معارك دموية.
نخرج من هذا الكلام البديهى والذى يراه البعض مغرقا فى المثالية، ونسأل: هل كل المتظاهرين الذين ذهبوا إلى المقطم يوم الجمعة الماضى كانوا يحتجون على ضرب الصحفيين والنشطاء؟!.
الحقيقة ان الاعتداء الجبان على الإعلاميين هو جزء هامشى من المشهد المحتقن، ولو لم يكن هناك هذا الاعتداء، فان المتظاهرين سوف يجدون عذرا آخر حتى يتظاهروا ضد ما يعتبروه سرقة للثورة وأخونة للمجتمع.
من سوء الحظ ان الإخوان وبعض المتعاطفين معهم لا يرون إلا جزءا من الصورة وهو مهاجمة مقرات الجماعة.. ومرة أخرى وليست أخيرة: هذا ينبغى تجريمه، لكن لو أنه توقف نظريا، فان كافة وسائل الاحتجاجات لن تتوقف لان أفق السياسة يضيق يوما بعد يوم، والنتيجة الحتمية هى مزيد من التصعيد والاحتقان.
فى كل لحظة يتأخر الرئيس مرسى وجماعته عن طرح مبادرة سياسية جادة للخروج من الأزمة، فانهم يصبون مزيدا من الزيت على نار الوضع الملتهب، وشيئا فشيئا سنجد أنفسنا أمام صراع أكثر دموية.
إذا انتهت أزمة ضرب الصحفيين والنشطاء باعتذار الإخوان مثلا، سوف يجد معارضوهم مشكلة جديدة للتصعيد، تذكروا ان الخلاف بين الطرفين يعبر عن نفسه كل فترة بمشكلة جديدة، وهكذا.
الرئيس مرسى وجماعة الإخوان ومعارضوهم، عليهم ان يدققوا فى مشاهد المقطم والسيدة عائشة وغيرها من الأماكن.
شهود عيان قالوا انهم رأوا بعيونهم البعض فى السيدة عائشة يهاجمون أتوبيسات على الهوية بمعنى أنه عندما يكتشفون انه يقل إخوانيا يقومون بضربهم وحرق الأتوبيس.
وفى المقطم جرت حرب شوارع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ووصل الأمر إلى محاولة إحراق متظاهرين، أو محاولة قتلهم بالسيوف والسواطير.
غياب الحل السياسى يعنى ان مثل هذه المشاهد ستتكرر وقد تتطور إلى ما هو أسوأ.
وعندما تقع الواقعة الكبرى، لن يكون مفيدا وقتها الحديث عن المسئول.
الرئيس مرسى رئيس لكل المصريين وعليه واجب اقتراح حلول جادة للخروج من الأزمة. عندما يتفق مع قادة الأحزاب والقوى السياسية سوف يعزل آليا البلطجية والفلول والعملاء والمندسين وكل من يريدون خراب الوطن.