تنهى زيارة رئيس الولاياتالمتحدة، باراك أوباما، مرحلة الانفصال عن العالم التى عاشها الإسرائيليون خلال المعركة الانتخابية وتشكيل الائتلاف الحكومى. فقد مر أكثر من نصف عام انقطعت خلاله إسرائيل عن العالم وتقوقعت على نفسها، وتركز النقاش العام حول مواضيع مثل عدد أعضاء الحكومة، وطرد الأحزاب الحريدية من السلطة، والمطالبة بالمساواة فى «تحمل عبء» الخدمة الإلزامية. الآن يصل أوباما إلى إسرائيل ليذكرنا بأن إسرائيل ليست جزيرة معزولة عن العالم. وستعيد زيارته مفاهيم نسيت منذ وقت وفى طليعتها المستوطنات وإيران. لا يحمل الرئيس الضيف حلولاً، وخلال زيارته لن يقوم بوضع حد للاحتلال، ولا باحتواء المستوطنات وإقامة دولة فلسطينية مستقلة فى الضفة الغربية، والقضاء على المشروع النووى الإيرانى. وإنما سيحاول أوباما العمل على كبح رئيس الحكومة على جبهتين: منع هجوم عسكرى إسرائيلى على إيران، ولجم تسريع البناء فى المستوطنات. بالنسبة إلى نتنياهو تأتى زيارة أوباما فى توقيت مناسب. ومجرد حدوثها يدحض المزاعم القائلة بأن وصول اليمين إلى السلطة عرّض إسرائيل إلى العزلة الدولية. كما أن هذه الزيارة تخدم جيداً حاجات رئيس الحكومة السياسية. فبعد أشهر من انشغال الإسرائيليين بنجمى الانتخابات يائير لبيد ونفتالى بينت، يعود نتنياهو إلى مقدمة المنصة. فهو اليوم المسئول عن السياسة الخارجية من دون شركاء، وسوف يستغل الفرص التى توفرها له زيارة الرئيس أوباما لصالحه. بيد أن اللقاء بين نتنياهو وأوباما ينطوى على مخاطرة معينة. فالرئيس الأمريكى يريد أن يتوجه إلى الشعب الإسرائيلى من مبانى الأمة فى القدس، والرسائل التى سيوجهها قد تتعارض مع مواقف حكومة اليمين فى حال كرر مثلاً المواقف التى عرضها فى خطاب سنة 2009 بشأن لا شرعية المستوطنات وعن حق الفلسطينيين بالدولة. لكن نتنياهو سيحاول التقليل من الخلافات فى الرأى بينه وبين أوباما، وأن يظهر رغبته بالسلام وتمسكه بالخطاب الذى ألقاه فى جامعة بار إيلان، وحل الدولتين لشعبين. وتعكس التصريحات العلنية لكل من أوباما ونتنياهو قبل الزيارة عدم رغبتهما فى الدخول فى خلافات هذه المرة، ورغبتهما فى إظهار المودة المتبادلة.
محلل سياسى
2013/3/ «هآرتس»، 20 _ نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية