«فوضى.. تخبط.. ازدحام.. لا مبالاة». كلها أوصاف تنطبق على الوضع الحالى للحجر الصحى بمطار القاهرة الدولى مع تزايد رحلات مواسم العمرة وعودة المصريين من الخارج، بما ينذر بدخول أعداد من المصابين بمرض إنفلونزا الخنازير إلى البلاد؛ لعدم إجراء الكشف عليهم. وفى المقابل فإن موسم العمرة بالسعودية خلا تماما من حالات الذعر والهلع الموجودة فى مصر، مع اتخاذ جميع وسائل الأمان والحماية. هذا ما تكشف لى بعد العودة من رحلة عمرة مدتها 10 أيام. المسافر للأراضى المقدسة لأداء العمرة، والعائد منها يلاحظ الفارق الكبير بين الاستعدادات هناك وهنا لمواجهة وباء «إنفلونزا الخنازير»؛ من حيث إجراءات الأمن والوقاية التى تتخذ فى كلا البلدين. ففى الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، لن تجد حالة الفزع والهلع المبالغ فيه الذى يصيب مصر حاليا جراء مرض إنفلونزا الخنازير، فداخل مطار جدة، يوجد نظام محكم يسمح بإجراء الكشف الكامل على القادمين للبلاد بدقة، دون أن يشعر المسافر بأى تأفف أو ضيق، كما تجرى داخل الأماكن المقدسة فى الحرمين على مدار الساعة عمليات التعقيم والنظافة. أما فى مصر فإن إتمام إجراءات الخروج من مطار القاهرة وتحديدا من صالة الوصول رقم 2، فالوضع مختلف تماما؛ فبمجرد دخولك لمطار القاهرة تستلم بطاقة «دخول البلاد الطبية»، والتى يقوم الراكب بملئها وهى عبارة عن بيانات الراكب الأساسية فى وجه، والوجه الآخر يدون فيه المختص، بيانات خاصة بالكشف الصحى وتتضمن خانات: ارتفاع فى درجة الحرارة، رشح، الإحساس بالقىء والإسهال. ومع ذلك فهذه البيانات مجرد إجراءات روتينية حيث تظل فارغة، كما لا يكلف الموظف المختص نفسه عناء استلام هذه البطاقات من الركاب، بل يقوم بإلقائها إما على الأرض، أو على طاولة قريبة منه فى أحسن الأحوال. يلى ذلك، حشر ركاب الطائرة الواحدة والتى قد يصل عددهم إلى 400 شخص فى مكان ضيق التنفس فيه معدوم تقريبا انتظارا لدور كل راكب فى الكشف، وفيه لا يتوافر عدد كاف من الأطباء، كما أن عدد أجهزة المسح الحرارى لا تتناسب وعدد الركاب، فقد بلغ جهازين مما تسبب فى حدوث فوضى أثناء الكشف، أسفرت عن احتمال مرور أفراد مصابين دون إجراء الكشف عليهم، وسط حالة من الهرج والمرج تسود المكان. أما الكشف نفسه، فحدث ولا حرج عن الازدحام الشديد والتدافع الذى يحدث على جهازى المسح، بما لا يتيح الوقت الكافى للتأكد من عدم وجود إصابات، وبالفعل لم يستغرق الكشف سوى ثوان معدودة. واستكمالا للمعاناة، انتظرت ومعى ركاب من النساء والطاعنين فى السن، فى طابور طويل تفرع منه عدة طوابير صغيرة انتظارا للمرور من بوابات الكشف عن الجوازات، دون مراعاة للعدد الكبير لركاب الطائرة الواحدة، مقابل عدد قليل من رجال الأمن والموظفين المكلفين بالتعامل معهم وتنفيذ إجراءات المرور مما أدى إلى إصابة الكثيرين بضيق تنفس.