بين جولات من معارك الحجارة والدخان والخرطوش، وهدنة متقطعة (كلما توقفت الحرب) دارت خلالها مباريات كرة قدم، شهد محيط ميدان التحرير، مساء أمس ، اشتباكات عنيفة متقطعة، دارت رحاها بين قوات الأمن المركزي والمتظاهرين في محيط السفارة الأمريكية، وأعلى كوبرى قصر النيل وشارع كورنيش النيل وميدان سيمون بوليفار، مما أدى الى شلل مرورى تام بالمنطقة، وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش. ورصدت «الشروق» استخدام قوات الأمن لعدد كبير من الجنود فى زى مدنى لدسهم وسط المتظاهرين أثناء المطاردة لتسهيل إلقاء القبض عليهم كما شوهد مساعدة عدد من أصحاب المراكب النيلية والباعة الجائلين المتواجدين على كورنيش النيل لقوات الأمن، وإلقاء القبض على عدد من المتظاهرين وتسليمهم إلى قوات الأمن، على إثره حدثت مشادات بين المتظاهرين والباعة وأصحاب تلك المراكب.
كما تمكن المتظاهرون فى الثانية عشرة والنصف من الإمساك بأحد رجال قوات الأمن، والذي كان يقف في صفوف المتظاهرين لعرقلتهم، لتسهيل عملية إلقاء القبض عليهم واعتدوا عليه بالضرب المبرح واقتادوه لأحد الخيام المتواجدة بصينية الميدان، وحدثت مشاجرة بين عدد من المارة والمتواجدين بالميدان، استخدم خلالها الطرفان الأسلحة البيضاء والعصا، بسبب رفض المارة للأسلوب الذى يتعامل به المعتصمون مع رجل الأمن المقبوض عليه، ومحاولة إقناعهم أنه مصري ولا يجب التعامل معه بهذه الطريقة المهينة.
فيما قام عدد من الصبية برشق فندق سميراميس بالحجارة، وتكسير عدد من الألواح الزجاجية بالوجهة الأمامية ومحاولة اقتحامه لاعتقادهم بأن هناك جنود أمن مركزي تختبئ داخله، ولكن تدخل عدد من الشباب الملثمين وأوقفوهم عن ذلك وقاموا بحماية الفندق.
وتوقفت الاشتباكات بين قوات الامن والمتظاهرين في الثانية والنصف من صباح اليوم، بعدما تناقصت أعداد المتظاهرين، وملأت رائحة الغاز موقع الاشتباكات وصولا إلى ميدان عبد المنعم رياض؛ وقام المتظاهرون بعد ذلك بلعب كرة القدم أمام فندق سميراميس حتى الساعة الرابعة صباحًا؛ حيث تجددت الاشتباكات عن طريق تبادل الطرفان إلقاء الحجارة وتوقفت مرة أخرى بعد نصف الساعة .