كانت سالي توما، 34 عاما، تجلس بجوار زملائها في حملة «كاذبون» يضعون اللمسات الأخيرة في فيديو مقتل كريستى. سالى الطبيبة النفسية اختارت أن تستمر حملة كاذبون بعد رحيل العسكر، «سميناها كاذبون باسم الدين، لأن النظام لم يسقط ولكن تبدلت الوجوه، وهو كشف حساب للتيار الإسلامي منذ قيام الثورة وحتى الآن».
بدأت سالي مع حملة «كاذبون» وتعلمت المونتاج بنفسها، «المادة بنجيبها من تصريحات المسئولين وساعات الناس بتبعت لينا فيديوهات».
بدأت فكرة حملة كاذبون، بعد أحداث مجلس الوزراء في ديسمبر 2011، بنواة صغيرة من ممثلين لبعض الحركات والمجموعات الثورية، «بعد مجزرة مجلس الوزراء اللي بدأت بفض اعتصام سلمى وانتهت بالقتل، وخروج جنرالات العسكر بمؤتمرات وتصريحات تضلل الشعب، كان لازم نخرج من ميادين التحرير إلى الشارع المصري بآليات جديدة وإعلام بديل عن الإعلام الفاسد التابع للنظام والخادم لرأس المال».
الحملة في الشهر الأول «نزلت لكل أنحاء مصر بعروض شارع، حتى وصلت الحملة في هذا الشهر إلى ما يزيد على 500 عرض موثق في شوارع وميادين المحافظات، وفي دول كثيرة بها جاليات مصرية، بخلاف العروض المنزلية والعروض غير الموثقة».
أهداف الحملة في رأى سالي: «التحول من الدفاع إلى الهجوم بالخروج من الميادين إلى الشوارع وكشف الجرائم في حق أبناء الوطن».
أما دور الحملة الآن فهو «استكمال مشوارنا كإعلام بديل لكشف نوع جديد من كذب السلطة، ألا وهو الكذب باسم الدين، فبعد أن كانت تهمة الثوار العمالة وإثارة الفوضى، تم إضافة تهم جديدة وهى عداوة الدين والكفر والإلحاد».
سالي وفريقها أنتجوا شريطى فيديو في حملة كاذبون باسم الدين، «الأول يوضح أكاذيب مرسى عن الطوارئ وأكاذيب الشرطة والجيش عن عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين، والثاني عن وعود مرسى بالحفاظ على حق الشهيد، لكن النتيجة هى المزيد من الشهداء، مثل جيكا ومحمد مصطفى».
لكى تنفذ الحملة العرض في الشارع، «لازم يكون معانا لاب توب، وسماعات وبروجيكتور أو داتا شو، ومصدر كهرباء، وقطعة قماش بيضاء أو فاتحة تستخدم كشاشة، أو أي جدار فاتح اللون».
ويفضل في وجهة نظر سالى «أن الأماكن التي تتم فيها العروض يشرف عليها أهل المنطقة أو من الثوار»، حيث إن عدد المشاركين في العرض «بيكون حوالى 10 أفراد عشان العرض والتأمين».
أصعب منطقة واجهتها سالى وزملاؤها، «كانت في الإسكندرية لأن السلفيين كتير هناك، وكمان بقينا نتعرض للعنف في حملة كاذبون باسم الدين أكثر من عسكر كاذبون». أسئلة كثيرة تواجه الحملة؛ «زي: انتم نازلين ضد الدين.. المهم أننا نوضح للناس أن العروض عبارة عن تصريحات ومواقف ولقاءات ولم يتم التدخل فيها بأي شكل من أشكال المونتاج سوى لتجميعها».
لكن الأهم من العرض في وجهة نظر سالى أن «نخلق حوار بعد العرض عشان الناس تبدأ تفكر حتى لو ما اقتنعوش».
على حملة كاذبون في فيسبوك 3askar.kazeboon تضع الحملة جدول بمواعيد عروضها في الشوارع، «وبنختار الأماكن من خلال الكتل التصويتية في الانتخابات بنعرف الإسلامين فين والثوار فين».