افتتح الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة في عرس فني كبير فعاليات المهرجان النوبي المصري الافريقي في دورته الثانية بمسرح الهناجر التي تستمر حتى 9 مارس الحالي، بمشاركة 6 دول أفريقية مع أبناء النوبة وهى جنوب السودان وشمالها، اريتريا، الكونغو الديمقراطية،جزر القمر،نيجيريا.
وأشار بيان صحفي لوزارة الثقافة بمناسبة الافتتاح الذي أقيم الليلة الماضية،الى أن فعاليات المهرجان تضمنت افتتاح معرض للفنون التشكيلية النوبية والافريقية بقاعة صلاح طاهر بالاوبرا ويضم أكثر من 70 عملا فنيا ما بين الرسم والتصوير الزيتي والنحت لأكثر من 36 فنانا يجمع بين أكثر من اتجاه فى الفن التشكيلي، ولكن يجمعهم الاستلهام من فنون النوبه والفنون الافريقية.
كما تم افتتاح معرض للأعمال اليدوية والمنتجات البيئية التي تجمع فنون التراث النوبي والافريقي منها فن الحلي والأزياء النوبية،الى جانب افتتاح أجنحة الكتب والأفلام التسجيلية والخرائط والصور الفوتوغرافية لدول حوض النيل ووزارات السياحة والاثار والري والزراعة والهيئة العامة للاستعلامات.
أعقب ذلك تقديم فقرات فنية لفرقة محمد يوسف ، والفنان كرم مراد، وفرقة رجب للفنون الشعبية، وفرقة أسعد وفناني الاسكندرية وأمسيات شعرية لعبدالعزيز زين العابدين.
وأكد الوزير محمد صابر عرب في كلمته للمهرجان في حفل الافتتاح بأن النوبه هى جزء من هذا الوطن، ومصر تتميز بوجود مفردات ثقافية وفنية ومعمارية وتاريخية متنوعة، وثقافة النوبه بتراثها وعمارتها وعادتها وتقاليدها وفلكلورها وأزيائها هو أحد الدعائم الاساسية للدولة الغنية بالمعرفة والثقافة والعمارة والفن، وبمناسبة هذه الاحتفالية ومشاركة العديد من الدول الافريقية معنا فى مياه النيل يؤكد عمق العلاقات التاريخية والانسانية والحضارية بين مصر ودول حوض النيل، فالمستقبل مشرق بيننا وبين دول حوض النيل، متمنيا مستقبلا أفضل في السنوات القادمة.
واضاف ان مستقبل مصر مرتبط بنهوضها في الزراعة ،النيل هو المصدر الأساسي للحياة، والزراعة أحد الروافد الاساسية لهذا النيل لذلك من الضروري الاهتمام بالزراعة لأنها مصدر حياتنا واقتصادنا.
وأكد عرب إننا في حاجة ماسة لدعم علاقتنا بدول حوض النيل، فالثقافة النوبية تمثل أحد المقومات والقوى الناعمة للدول المصرية الكبيرة، مشيرا أن مصر تدعم كل الانشطة والتنمية والبناء والعمارة لاعمار هذه المناطق ليستقر أهلها ويستوطنوا ويستمتعون بحياة أفضل، فنحن معنيون بأفريقيا على جميع المستويات، ليست كعلاقات دبلوماسية، ولكن كعلاقات مصير ومستقبل وبناء وتنمية ومصالح مشتركة، نحن نواجه تحديات في التنمية ولكن نطمح فيها، فبدعم هذه العلاقات بين الدول المشتركة في مصدر الحياة "النيل" ستتحسن أوضاعنا الاقتصادية.
كما أشار صابر عرب الى أن رموز الفن هم ضمير الوطن ثقافيا وفنيا، فالمصري القديم وكل دول حوض النيل عرفت التماثيل منذ فجر التاريخ وهى جزء من ثقافتنا وهويتنا المتراكمة عبر آلاف السنين، وستظل الدولة المصرية تحرص على حماية ورعاية وترميم وانشاء تماثيل جديدة تمثل جزءا من ذاكرة الاوطان لأن هؤلاء وضعوا بصمات فكرية وثقافية وعلمية،فمن واجبنا أن نضع لهم هذه التماثيل ثقديرا لهم لانهم بمثابة القوة التي اكسبت مصر وكل دول حوض النيل هذه القوة.