تعاود القاهرة الانقسام مجددا، وتنظم تيارات متعارضة مظاهرات متناقضة الأهداف، للمرة الأولى منذ إقرار الدستور الجديد، والذي تركت التيارات الإسلامية منذ الإعلان عن تفعيله الشارع تماما لتيارات المعارضة. اليوم الجمعة، تنظم تيارات معارضة مظاهرة أمام قصر القبة الرئاسي، لتكون المرة الأولى التي ينقل فيها المعارضون احتجاجاتهم إليه، حيث اعتادوا تنظيم تظاهراتهم أمام الاتحادية، فيما أعلنت الجماعة الإسلامية إنهاء استعدادها للمظاهرة المليونية المقررة أمام جامعة القاهرة، في محافظة الجيزة، والتي تنطلق تحت شعار «معًا ضد العنف».
وفي بيان صدر عن 38 حركة وائتلافا شبابيا، نقلته وكالة الأناضول للأنباء، قالت هذه الحركات والائتلافات إنها قررت تنظيم «مليونية»، اليوم الجمعة تحت اسم «كش ملك» أمام قصر القبة الرئاسي وذلك لأول مرة؛ مبررين ذلك بأن قصر القبة أصبح «مقر الحكم الجديد»، على حد تعبيرهم.
وخلال الأسابيع الأخيرة، شهد قصر القبة نشاطات مكثفة من قبل الرئيس محمد مرسي، شملت استقبال رؤساء ومسئولين كبار من دول مختلفة، في وقت شهد فيه محيط قصر الاتحادية، الذي يعد المقر الرئيسي للحكم في مصر، احتجاجات عنيفة.
ووفق البيان، فإن اليوم الجمعة سيشهد توجه 4 مسيرات من مساجد وميادين في القاهرة عقب صلاة الجمعة إلى قصر القبة، وهي مساجد: "الشيخ كشك" في منطقة "حدائق القبة"، ومسجد "النور" في منطقة "العباسية"، ومسجد "المطراوي" في منطقة "المطرية"، إضافة إلى ميدان "الألف مسكن" في منطقة "جسر السويس".
ومن أبرز الحركات التي ستشارك في هذه المسيرات: تحالف القوى الثورية، والجبهة الحرة للتغيير السلمي، وشباب حزب الدستور، وثورة الغضب المصرية الثانية، واتحاد شباب ماسبيرو، ومجلس أمناء الثورة بمدينة الإسكندرية، شمال مصر.
وفي هذا السياق، أعلن شباب جبهة الإنقاذ الوطني، التي تضم قوى معارضة رئيسية، وحركة 6 إبريل/ جبهة أحمد ماهر، عدم المشاركة في فعاليات مليونية "كش ملك"؛ تخوفا من الدخول في مواجهات مع القوى الإسلامية التي تنظم مليونية في اليوم ذاته.
وقال محمد الخزرجي، عضو المكتب التنفيذي لشباب جبهة الإنقاذ، في تصريحات صحفية، إن شباب الجبهة قرروا عدم المشاركة في هذه المليونية؛ لانشغالهم بالترتيب لحملة "حقوق أهالينا"، والتي ستنطلق غدا السبت في المناطق الشعبية والعشوائية بالقاهرة؛ لتوعية المواطنين بمشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية، بحسب قوله.
من جهة أخرى، أعلن خالد الشريف المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية المنبثق عن الجماعة الإسلامية أن الجماعة والحزب أنهيا استعدادهما لمليونية "معا ضد العنف".
ولفت إلى تأمين المليونية من خلال لجانٍ أمنية على مداخل ومخارج جامعة القاهرة والشوارع المحيطة بها.
وقال إن الجماعة والحزب ثمَّنا قرار جماعة الإخوان المسلمين بالمشاركة "الرمزية" في المليونية، وأعلنا احترامهما لقرار حزب النور برفض المشاركة في الملونية .
من جانبه، قال جمال شحاتة، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، إن أعضاء الجماعة في محافظة الجيزة، غرب القاهرة، سيكونون ضمن المشاركين في المليونية، فيما سيكتفي الإخوان بالمشاركة في الحشد؛ تلبية لدعوة الجماعة الإسلامية وستكون الجماعة الإسلامية هي المسئولة عن التنظيم والمنصة.
وباستثناء جماعة الإخوان المسلمين لم تعلن أي قوى سياسية أخرى مشاركتها في فعاليات "مليونية معًا ضد العنف"، فيما أعلنت بعض القوى الإسلامية مقاطعتها، وتشمل: حزب "الوطن" وحزب "النور" والجبهة السلفية.