سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسرة الجندى تشكك فى تقرير «الشرعى».. ووالدته: يصرون على حرمانه من لقب شهيد النيابة تستدعى الطبيب الشرعى لمناقشته حول التقرير.. والمسئول عن تشريحه: لم نستدل على آثار تعرضه للتعذيب
علاء شبل ودنيا سالم ونهى عاشور وعاطف محمود قابلت أسرة الناشط السياسى، الشهيد محمد الجندى، نتائج تقرير الصفة التشريحية، لنجلهم، بحالة من الغضب، بعد ما ورد فيه عن تعرضه لحادث سيارة أودى بحياته، رغم الشهادات التى ذهبت إلى «تعرضه للتعذيب على يد قوات الأمن وعناصر فى جماعة الإخوان المسلمين، داخل أحد معسكرات الأمن المركزى».
وقالت سامية الجندى والدة الشهيد ل«الشروق»: «أنا واثقة من تعرضه للتعذيب، وكل ما أطالب به وزارة الداخلية، أن تتحلى بالشجاعة وتعترف بجريمتها.. كلنا معرضون للخطأ، ولكن ليس لدرجة الإصرار حتى على حرمانه من لقب شهيد.. ولكن الأمر ليس بيدها، فالشهادة بيد الله وحده وهو الوحيد الأعلم والقادر على رد حق محمد وقبوله عنده فى زمرة الشهداء».
وأضافت والدة الجندى:«الدنيا كلها لن تعوضنى عن فقدان محمد.. كل ما أريده أن أرى القصاص من نصيب قاتله، أمامى وأمام الناس جميعا.. الحسرة تكاد تقتلنى وأنا أرى دم محمد يتفرق بين الأجهزة الحكومية ويضيع، كما ضاعت من قبله دماء كثيرة بداية من خالد سعيد».
وتابعت: «التقرير الطبى لا يعنى عندى شيئا، سأواصل الجهاد ما بقى لى من حياة، لأحصل على حق محمد فى القصاص العادل، وسوف ألجأ للقضاء، وأستعين بمن كانوا شهودا على تعذيبه.. حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ظالم».
إلى ذلك استدعت نيابة قصر النيل، برئاسة المستشار سمير حسن، بإشراف المستشار حمدى منصور، المحامى العام الأول، أحد أطباء مصلحة الطب الشرعى، لسؤاله حول التقرير.
وتأكيدا لما انفردت به «الشروق» حول تقرير الصفة التشريحية لبيان سبب وفاة الجندى، قال الدكتور علاء العساس الطبيب الشرعى الذى تولى تشريح جثته لدى وصولها إلى مشرحة زينهم: «جميع الاصابات الموجودة بجسم الجندى موثقة بالتصوير الفوتوغرافى قبل وأثناء وبعد عملية التشريح».
وأوضح العساس، أنها: «عبارة عن إصابات رضية احتكاكية، نتيجة الاصطدام بجسم صلب، أحدث كسر بالجمجمة، وكسور بالضلوع، أدت إلى نزيف فى المخ والتجويف الصدرى».
وأضاف: «قبل كتابة التقرير النهائى، فحصت ملابس الجندى، والإصابات الجسيمة التى تعرض لها، وحددنا الحالات التى من الممكن أن تحدث به تلك الاصابات، وبناء على ذلك رجحنا أن تكون الاصابات نتيجة حادث سيارة، وليس وقائع تعذيب كما أشيع». وتابع العساس: «تسلمت مذكرة النيابة وشهادة الشهود وكانت هناك روايتان للشهود، الأولى خاصة بحادث سيارة، والثانية خاصة بواقعة تعذيب، وبمطابقة أقوال الشهود لأنواع الاصابات وفحص الجسم بالكامل، تم ترجيح رواية حادث السيارة، ولم يستدل على أى آثار تعذيب سواء بالكى أو الحرق أو الصعق».
على الصعيد نفسه، رفض التيار الشعبى المصرى، التقرير الذى وصفه ب«الزائف»، متهما فى بيان له أمس، المسئولين عن إعداد ذلك التقرير ب«الكذب والادعاء»، مشددا على عزمه «الطعن بالتزوير على تقرير مصلحة الطب الشرعى، وملاحقة كل من اشترك فى هذه الجريمة جنائيا، واتهام رئيس الجمهورية ووزير الداخلية سياسيا، ومتابعة النيابة العامة فى رصد ادلة الثبوت والبحث عن خيوط للامساك بالفاعل الحقيقى».
وأشار التيار الشعبى إلى أنه «يمتلك تقريرا آخر سينشره خلال الايام القادمة يكشف الأسباب الحقيقية التى أدت إلى وفاة الجندى، تم إعداده بواسطة مجموعة من الاطباء المتخصصين المحايدين قاموا بتوقيع الكشف الطبى على محمد الجندى قبل وفاته».
وقال البيان: يكشف التقرير أن الشهيد تعرض لمحاولات شنق ظهرت آثارها على الرقبة، وصعق بالكهرباء على اللسان، وقطع فى جذع المخ، ناتج عن جرح غائر بالرأس طوله 9 سم، وهو ما لا يمكن ان يسببه حادث سيارة، علاوة على تصريحات بعض شهود العيان الذين أكدوا فى شهادتهم امام النيابة تعرض الجندى لأقسى انواع التعذيب على يد أفراد الأمن أثناء اعتقاله فى معسكر الأمن المركزى بالجبل الأحمر».
على جانب آخر، نفى شريف البحيرى، العضو السابق فى جماعة الاخوان، والشاهد فى القضية، ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام، حول انضمامه لحملة الفريق أحمد شفيق الرئاسية، أو كونه عضوا سابقا فى الحزب الوطنى».
وكان البحيرى شهد أمام النيابة أنه «شاهد الجندى يتعرض للتعذيب على يد قوات الأمن وأعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين، داخل معسكر للأمن المركزى»، وعن ذلك قال ل«الشروق»: «ما رأيته كان حقيقة»، وأضاف مستنكرا: «هل ما رأيته بعينى داخل معسكر الجبل الأحمر الخاص بالأمن المركزى من تعرض الجندى و50 متظاهرا للتعذيب على يد ضباط الامن وفرقة الاخوان كان حلما؟».