أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، أن "مصر دائما وأبدا تلعب دورا بناء في احتضان واستضافة مختلف القوى الفلسطينية ولجنة متابعة وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، ونحن نقدر لها ذلك بغض النظر عن طبيعة الوضع والنظام الحاكم في مصر، مع إدراكنا الكامل للظروف التي تمر بها مصر". وقالت: إن "القضية ليست إملاءات أو دعم طرف دون آخر، بل إدراك بأن المصالحة الفلسطينية ليست مصلحة فلسطينية فحسب، وإنما هي مصلحة إقليمية وعربية كاملة في محاولة لرأب الصدع"، مؤكدة أن المصلحة العربية والانتماء القومي يجب أن يتقدما على المصالح الضيقة الفئوية والحزبية .
وأضافت عشرواي، في حوار مع صحيفة «الجريدة» الكويتية، نشرته اليوم الأربعاء، أننا "نرى أن هناك محاولات لمساعدتنا على الوصول إلى المصالحة، وآمل أن يبقى الدور المصري قوميا ورياديا إيجابيا في رأب الصدع".
وتابعت قائلة: إن "الربيع العربي بدأ في فلسطين مبكرا، ولكنه ما زال مستمرا، والربيع العربي هو مرحلة تحول تاريخي ويقظة عربية تاريخية، ولكنها مرحلة انتقالية تحتوي على الكثير من الآلام والمتغيرات، وهناك قضايا غير معلومة حتى الآن، وليس من السهل أن تمر كل المنطقة بمثل هذه المرحلة، لذا علينا أن نساهم بشكل إيجابي للوصول إلى وضع من الديمقراطية والمشاركة واحترام كرامة الفرد والإنسان وإقامة نظام ديمقراطي حقيقي مبني على سيادة القانون".
وأضافت، أن "ذلك يتطلب جهدا من الجميع، ويجب ألا ننتقل من موقف متطرف إلى موقف متطرف آخر، بل ينبغي لغالبية الشعوب أن يكون لديها شراكة في الوطن بمفهوم المواطنة، فنحن نتمنى الخير للجميع ونحاول أن نساهم بشكل إيجابي، ولا نلعب كفلسطينيين دورا منحازا، بل نحاول أن نجنب الشعب الفلسطيني، خاصة من هو موجود في المنفى واللجوء، أن يدفع ثمن تدخلات القيادة".
وحول أوضاع الفلسطينيين في سوريا، قالت الدكتورة حنان عشرواي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: إن "الفلسطينيين في سوريا ضيوف رغم أنفهم، وهم لا يتدخلون في الأوضاع الداخلية والقضايا السياسية في أي بلد يستضيفهم، وبالتالي يجب عدم زجهم في مثل هذا الصراع وعدم استهداف مخيماتهم، فشعبنا الفلسطيني أعزل ومقيد ولا يملك قدرة الدفاع عن النفس، وهو الآن في خضم معركة ليست من صنعه".
وأضافت في الحوار الذي أجرته معها صحيفة «الجريدة» الكويتية، أنه "نتيجة هذه التطورات نناشد الجميع عدم زجهم أو استهدافهم، كما نطالب المجتمع الدولي أيضا بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم في فلسطين وهذه هي المعضلة الأساسية، فالموقف السياسي الفلسطيني بشكل عام معروف، وهو عدم التدخل في الأزمة السورية، وبالتالي مرفوض تماما موقف من اتخذ من الفلسطينيين صفا مع هذه الجهة أو تلك".
وتابعت قائلة: "للأسف هناك من يحاول تاريخيا أن يستخدم الفلسطينيين أو بعض الفصائل أو التنظيمات الفلسطينية لمصلحة برنامجه أو وفق أجندات أجنبية أو محلية، ولكن في النهاية كل هذه الأمور تتضح وتظهر على السطح وتصبح معروفة تماما".
وحول الممارسات الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، قالت، إنه "ليس بجديد على الفلسطينيين التصعيد والتعنت الإسرائيلي، ونحاول أن نقاومه بكل أشكال المقاومة، ولكن ذلك يتطلب موقفا واضحا من المجتمع الدولي وخطوات ملموسة لمساءلة إسرائيل عن تنصلها وانتهاكها للقوانين الدولية، وجر المنطقة إلى مرحلة عدم الاستقرار والعنف وتقويض احتمالات السلام، والقضاء على حل الدولتين، وخير مثال على ذلك كندا التي صوتت ضد الحق الفلسطيني في الأممالمتحدة، وهي الدولة المعنية بمبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون، لذا ينبغي الآن وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية من خلال منظومة متكاملة تقف ضد تلك الانتهاكات، ويجب على تلك الدول أن تستمع جيدا للفلسطينيين".
وعن ما يصفه البعض ب«شق الصف الفلسطيني»، قالت عشراوي، إن "هذه هي الشماعة التي دائما يعلق عليها الغرب، وبعض العرب للأسف، عيوبهم وأخطاءهم في حق القضية الفلسطينية، وأنا هنا أقول وأكرر أننا نتحد ونتفق كفلسطينيين، ولكن أثبتوا لنا ولو لمرة واحدة أنكم فعلا مع حقنا المشروع في تقرير مصيرنا ووجودنا، هذه إشكالية كبيرة يلجأ إليها الغرب وبعض العرب كي يغطوا أو يبرروا مواقفهم المترددة تجاه القضية".
وطالبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن "يبتعد الإسلام بقيمه عن اللعبة السياسية، وأن نترفع بإسلامنا عن تلك اللعبة التي تحددها المصالح، فالدين هو علاقة الفرد بربه، وإن كان هناك خوف من وصول هذا الإسلام السياسي إلى الحكم فعلينا أن نكون واعين ومدركين لكل أجندة قد تلقي بظلالها على المنطقة، وأعتقد أن الشعوب العربية مدركة وواعية تماما لذلك".