دعا عدد من الشخصيات العامة السلطة السياسية للاعتراف بفشلها في ادارة البلاد وتحمل مسئولية الدماء التي سالت، مطالبة بالوقف الفوري لكافة أشكال العنف والقتل التي تمارسه الأجهزة الأمنية . و شددوا خلال البيان الصادر عنهم اليوم الجمعة، على ضرورة تحملها لمسئولية حماية وتأمين المتظاهرين السلميين، ومحاكمة كل المسئولين من القوى الأمنية عن سقوط الشهداء، ومراجعة قواعد اشتباك قوات الشرطة وتدريبهم وتسليحهم وتأهيلهم النفسي، قائلين « فلا أمن ولا أمان في وجود شرطة نظامية تتصرف بمنطق القبيلة وتنتقم بالقتل العشوائي لإصابة او مقتل افرادها وضباطها».
وأكدوا أنه على الرغم من كثرة الحديث عن العنف -و كأننا لا نعلم الأطراف المسئولة عنه-، إلا أن المسئول المباشر عن تساقط عشرات الشهداء مجدداً هي قوات وزارة الداخلية -على حد قولهم-، تخلو وثيقة الأزهر -التي تدعي أن دافعها الرئيسي هو حقن الدماء- من أي إشارة لعنف السلطة ضد المواطنين.
وأشاروا إلى أن وثيقة الأزهر تخلط "بشكل متعمد"، بين إراقة الدماء والاعتداء على المنشآت أو الأملاك، وتتحدث بشكل عام عن العنف دون تفرقة بين قتل مواطن وكسر شباك، مما يرسخ للثقافة الأمنية السائدة والتي تهدر دم كل من "اعتدى على الممتلكات العامة والخاصة" من المواطنين.
وأوضحوا أن الوثيقة لا تفرق بين العنف الدفاعي والعنف الهجومي، وبالتالي، بدلا من "رفع الغطاء السياسي عن العنف" -كما يقال-، توفر الوثيقة غطاء سياسيا للتوسع في القمع والقتل والاعتقال والتعذيب على يد الشرطة حماية لمصالح السلطة.
وأوضح الموقعين على البيان، أن المبادرة التي صدرت بعد اجتماع لشيخ الأزهر مع قوى سياسية بينها عدد من المنتمين لخط الثورة، لم تعبر عن مضمون الأزمة ولم تقدم اي حلول لمعالجتها، بل جاءت بهدف إعطاء مزيد من الشرعية للسلطة القائمة وأجهزتها القمعية في قتل وسحل وتعذيب واعتقال الشباب السلمي الذي يواجه عنف الشرطة بعنف دفاعي لحماية نفسه .
وقالت «كان أولى بنخبتنا، التي نقدرها ونحترمها، أن تخرج لتؤكد على تحميل السلطة السياسية، متمثلة في رئيس الجمهورية وحكومته ووزير داخليته والحزب الحاكم، مسئولية دماء أكثر من 70 شهيد سالت في كافة محافظات مصر حتى اليوم».
الجدير بالذكر أن البيان تضمن توقيع أكثر من 70 شخصية سياسية وفنية ، من بينها: أحمد حرارة، أحمد خيري، أحمد دومة، أحمد فؤاد نجم، بلال فضل، تقادم الخطيب، جمال فهمي، جيهان فاضل، حازم عبد العظيم ، خالد يوسف، رامي صبري، رشا عزب، ريم العدل، سامية جاهين، سعد هجرس ، علاء عبد الفتاح، مالك عدلي، نوارة نجم، يوسف الحسيني، ناصر أمين، مصطفى ابراهيم، محمد محسن.